به السرحان مفترشا يديه * كأن بياض لبته صديع والصديع: رقعة جديدة في ثوب خلق، كأنها صدعت، أي شقت، قال لبيد رضي الله عنه:
دعي اللؤم أو بيني كشق صديع * فقد لمت قبل اليوم غير مطيع وكل نصف من ثوب، أو شيء يشق نصفين فهو صديع، وقيل: صديع في قول لبيد هو الرداء الذي شق صدعين، يقال: بات منه كشق صديع، ويضرب في كل فرقة لا اجتماع بعدها، ج: صدع، ككتب.
والصديع: اللبن الحليب وضعته فبرد، فعلته الدواية، وسمي صديعا؛ لأنك تصدع الدواية عن صريح اللبن.
وقال ابن عباد: الصديع: الفتي من الأوعال، وقيل: هو المربوع الخلق، أي وعل بين الوعلين، كالصدع، محركة.
قال: والصديع: ثوب يلبس تحت الدرع، وهو القميص بين القميصين، لا بالكبير ولا بالصغير.
والصداع، كغراب: وجع الرأس، كما في الصحاح، وقال الراغب: هو شبه الانشقاق في الرأس من الوجع، مستعار من الصدع، بمعنى الشق في الحائط وغيره، وأنشد الصاغاني للقطامي يصف ناقة:
وسارت سيرة ترضيك منها * يكاد وشيجها يشفي الصداعا وصدع الرجل، بالضم، تصديعا، كما في الصحاح، أي أصابه الصداع، قال الصاغاني: وهو الاختيار ويجوز في الشعر صدع، كعني، فهو مصدوع.
والمصدع، كمحدث: سيف زهير بن جذيمة العبسي أبي قيس، ويقال: اجتمع زهير بن جذيمة وخالد بن جعفر عند بعض ملوك بني نصر بالحيرة، فجرى بينهما فخر، فقال زهير: جدعت والله رجلا من بني جعفر بن كلاب وأنا شاب، فسماني أبي مجدعا، وضربت بسيفي رجلا من بني كلاب، فصدع، فسمي سيفي مصدعا.
ومصدع: ع، نقله الصاغاني.
ومن المجاز: تصدع، أي تفرق، يقال: تصدع القوم، أي تفرقوا. قال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكا:
وكنا كندماني جذيمة حقبة * من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا كاصدع، بتشديد الصاد والدال، قال الله تعالى: (يومئذ يصدعون) (1) قال الزجاج: معناه يتفرقون، فيصيرون فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير، وأصلها يتصدعون، قلبت التاء صادا، ثم أدغمت.
وقال ابن عباد: تصدعت الأرض بفلان، إذا تغيب فيها فارا.
وانصدع: انشق، كتصدع، وهما مطاوعا صدعه وصدعه، قال سويد بن أبي كاهل اليشكري:
فبهم ينكى عدو وبهم * يرأب الشعب إذا الشعب انصدع وقال ابن الرقاع:
ونكبة لو رمى الرامي بها حجرا * أصم من جندل الصوان لانصدعا أتت علي فلم أترك لها سلبي * وما استكنت لها شكوى ولا جزعا * ومما يستدرك عليه:
صدعه تصديعا: شقه، وصدع الفلاة والنهر تصديعا: شقهما وقطعهما، على المثل، قال لبيد:
فتوسطا عرض السري وصدعا * مسجورة متجاوزا قلامها (2) وقول قيس بن ذريح:
فلما بدا منها الفراق كما بدا * بظهر الصفا الصلد الشقوق الصوادع