باب الذال [الذال] المعجمة من الحروف المجهورة واللثوية، هي والثاء المثلثة والظاء المشالة في حيز واحد. قلت: ولذا ابدلت من المثلثة في تلعذم الرجل إذا تلعثم. وقالوا: أبدلت أيضا من الدال المهملة في قوله تعالى: (فشرد بهم) (1) وسيأتي في محله.
فصل الهمزة مع الذال المعجمة [أبذ]: أبذة، كقبرة: بليدة بالأندلس. هكذا ضبطه الذهبي وابن رافع وغيرهما، والمصنف ذكره بالدال المهملة (2)، وقد تقدم.
[أخذ]: الأخذ: خلاف العطاء، وهو أيضا التناول، كما في الصحاح والمصباح والأساس، وقال بعضهم: الأخذ: حوز الشيء. وقال آخرون: هو في الأصل بمعنى القهر والغلبة، واشتهر في الإهلاك والاستئصال. أخذه يأحذه أخذا: تناوله. والإخذ، بالكسر: الاسم، وإذا أمرت قلت: خذ، وأصله اؤخذ، إلا أنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفا، وقال ابن سيده: فلما اجتمعت همزتان، وكثر استعمال الكلمة، حذفت الهمزة الأصلية، فزال الساكن، فاستغني عن الهمزة، حذفت الهمزة الأصلية، فزال الساكن، فاستغني عن الهمزة في الأمر من أكل وأمر وأشباه ذلك، ويقال: خذ الخطام، وخذ بالخطام، بمعنى، كالتأخاذ، تفعال من الأخذ، وأنشد الجوهري للأعشى:
ليعودن لمعد عكرة * دلج الليل وتأخاذ المنح (3) الأخذ: السيرة والهدي، يقال: ذهب بنو فلان ومن أخذ أخذهم، أي سيرتهم، وسيأتي قريبا، من المجاز الأخذ: الإيقاع بالشخص، والأصل بمعنى القهر والغلبة، كما تقدم. من المجاز أيضا: الأخذ: العقوبة، وقيل: الأخذك استئصال، والمؤاخذة: عقوبة بلا استئصال، وأجمع من ذلك عبارة المصنف في البصائر: قد ورد الأخذ في القرآن على خمسة أوجه: الأول بمعنى القبول.
" وأخذتم على ذلكم إصري " (4) أي قبلتم. الثاني: بمعنى الحبس " فخذ أحدنا مكانه " (5) أي احبس. الثالث بمعنى العذاب والعقوبة " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " (6) أي عذابه. الرابع بمعنى القتل " وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه " (7) أي يقتلوه.