تاج العروس - الزبيدي - ج ٥ - الصفحة ١٢٩
مذ جهر، فغاب عني. قال ابن الأعرابي: الجهر: قطعة من الدهر.
والمعنجد، وفي التكملة: المنعجد: الغضوب الحديد الطبع وهذا قد مر له في عجد.
وقال ابن دريد ليس له اشتقاق يوضح زيادة النون، لأنه ليس في كلام العرب: عجد ولا عجد، إلا أن يكون فعلا مماتا، ووهم الجوهري فذكره لا في الثلاثي ولا في الرباعي.
قال شيخنا: هو كلام لا معنى له، فإن الجوهري ذكره في الرباعي ترجمة: عجلد وفسره بأنه ضرب من الزبيب، واستدل به بما أنشده الخليل.
قلت: وقد ذكره المصنف في المحلين، أما في الثلاثي فلاحتمال زيادة النون. وأما في الرباعي فنظرا إلى قولهم إن النون لا تزاد ثانية إلا بثبت.
وعنجد، كجعفر، وعنجدة، بزيادة الهاء: اسمان، قال الشاعر:
يا قوم ما لي لا أحب عنجده؟
وكل إنسان يحب ولده حب الحبارى ويذب عنده (1) وسيأتي.
ورافع بن عنجدة، صحابي بدري وعنجدة أمه، وأبوه عبد الحارث.
* ومما يستدرك عليه:
[عنجرد]: عنجرد. في التهذيب، عن الفراء: امرأة عنجرد: خبيثة سيئة الخلق، وأنشد: عنجرد تحلف حين أحلف * كمثل شيطان الحماط أعرف وقال غيره: امرأة عنجرد: سليطة. وقد ذكره المصنف في عجرد. ولا يستغنى عن ذكره هنا.
[عند]: عند عن الحق، والشيء، والطريق، كنصر وسمع هكذا في النسخ. والصواب: وضرب. وهذه عن الفراء في نوادره، فإنه قال عند عن الطريق يعند، بالكسر، لغة في يعند بالضم، فتأمل _ وكرم، يعند، ويعند، ويعند عنودا كقعود، وعندا، محركة: تباعد ومال وعدل وانحرف إلى عند أي جانب.
ومن المجاز: عند العرق يعند ويعند ويعند، هو من الأبواب الثلاثة، نصر وضرب وكرم، الثانية عن الفراء: سال فلم يرقأ، كأعند، وهذه عن الصاغاني، وهو عرق عاند، قال عمرو بن ملقط:
بطعنة يجري لها عاند (2) * كالماء من غائلة الجابيه وأعند أنفه: كثر سيلان الدم منه.
وسئل ابن عباس عن المستحاضة، فقال: إنه عرق عاند، أو ركضة من الشيطان، قال أبو عبيد: العرق العاند: الذي عند وبغى، كالإنسان يعاند، فهذا العرق في كثرة ما يخرج منه بمنزلته، شبه به لكثرة ما يخرج منه على خلاف عادته (3). وقال الراعي:
ونحن تركنا بالفعالي طعنة * لها عاند فوق الذراعين مسبل وقيل: دم عاند: يسيل جانبا. وقال الكسائي: عندت الطعنة تعند وتعند، إذا سال دمها بعيدا من صاحبها، وهي طعنة عاندة. وعند الدم يعند، إذا سال في جانب.
وعندت الناقة: رعت وحدها وأنفت أن ترعى مع الإبل، فهي تطلب خيار المرتع، وبعض الإبل يرتع ما وجد.
وعند الرجل يعند ويعند عندا وعنودا عتا، وطغى، وجاوز قدره، وخالف الحق، ورده عارفا به، كعاند معاندة، فهو عنيد وعاند، والعنود والعنيد: بمعنى (4) فاعل أو مفاعل، والعنود بالضم: الجور والميل عن الحق. وكان

(1) في اللسان (عند): ويزف بالزاي والفاء. وفي التهذيب: وتدف بالتاء والدال والفاء.
(2) بهامش المطبوعة المصرية: " قال في اللسان: " وفسر ابن الاعرابي العاند هنا بالمائل، وعسى أن يكون السائل فصحفه الناقل عنه ".
(3) بهامش المطبوعة المصرية: " قوله: وقال الراعي: قبله في اللسان: وقيل العائد: الذي لا يرقأ، وقال الخ ".
(4) في اللسان: فعيل وفعول بمعنى فاعل " أو مفاعل ".
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست