ومما يستدرك عليه:
قولهم بودي أن يكون كذا، وأما قول الشاعر:
أيها العائد المسائل عنا * وبوديك لو ترى أكفاني فإنما أشبع كسرة الدال ليستقيم له البيت فصارت ياء، كذا في الصحاح. وفي شفاء الغليل أنه استعمل للتمني قديما وحديثا، لأن المرء لا يتمنى إلا ما يحبه ويوده. فاستعمل في لازم معناه مجازا أو كناية قال النطاح:
بودي لو خاطوا عليك جلودهم * ولا تدفع الموت النفوس الشحائح وقال آخر:
بودي لو يهوى العذول ويعشق * فيعلم أسباب الردى كيف تعلق وفي حديث الحسن فإن وافق قول عملا فآخه وأودده أي أحببه وصادقه. فأظهر الإدغام للأمر على لغة الحجاز، وأما قول الشاعر أنشده ابن الأعرابي:
وأعددت للحرب خيفانة * جموم الجراء وقاحا ودودا قال ابن سيده: معنى قوله ودودا أنها باذلة ما عندها من الجري، لا يصح قوله ودودا إلا على ذلك، لأن الخيل بهائم، والبهائم لا ود لها في غير نوعها.
[ورد]: الورد من كل شجرة: نورها، وقد غلب على نوع الحوجم وهو الأحمر المعروف الذي يشم واحدته وردة، وفي المصباح أنه معرب (1). من المجاز الورد من الخيل: بين الكميت والأشقر، سمي به للونه، ويقرب منه قول مختصر العين: الورودة: حمرة تضرب إلى صفرة، الورد: لون أحمر يضرب إلى صفرة حسنة في كل شيء، فرس ورد، ورد، بضم فسكون مثل جون وجون، ووراد، بالكسر، كما في المحكم ومختصر العين، وأوراد، هكذا وقع في سائر النسخ، وهو غير معروف، والقياس يأباه، قاله شيخنا. قلت: ولم أجده في دواوين الغريب، والأشبه أن يكون جمع ورد، بالكسر، كما سيأتي أو مثل فرد أفراد وحمل وأحمال، وفعله ككرم، يقال: ورد الفرس يورد ورودة، أي صار وردا، وفي المحكم: وقد ورد ورودة واوراد. قلت: وسيأتي اوراد، وقال شيخنا: وهو من الغرائب في الألوان، فإن الأكثر فيها الكسر، كالعاهات.
الورد: الجرئ من الرجال كالوارد وهو الجرئ المقبل على الشيء. الورد: الزعفران، ومنه ثوب مورد، أي مزعفر، وفي اللسان: قميص مورد: صبغ على لون الورد، وهو دون المضرج، بلون الورد سمي الأسد وردا. كالمتورد. وهو مجاز، كما في الأساس. ورد، بلا لام: حصن حجارته حمر، قاله ياقوت، وفي التكملة: حصن من حجارة حمر وبلق. ورد: اسم شاعر. من المجاز: أبو الورد: الذكر لحمرة لونه. أبو الورد شاعر، وأبو الورد: اسم كاتب المغيرة بنش شعبة، والذي في التبصير للحافظ أن اسمه وراد، ككتان، وكنيته أبو الورد، أو أبو سعيد، كوفي من موالي المغيرة بن شعبة، روى له الجماعة. الورد أسماء أفراس عدة، منها فرس لعدي بن عمر, الطائي الأعرج. أخرى للهذيل بن هبيرة، وأخرى لمالك بن شرحبيل، وله يقول الأسعر (2) الجعفي:
كلما قلت إنني ألحق الور * د تمطت به سبوح ذنوب أخرى لحارثة بن مشمت العنبري، كذا في النسخ،