أراد الراعي في شعره بهداهد تصغير هدهد، فأنكر الأصمعي ذلك، قال: ولا أعرفه مصغرا (1) ، قال: إنما يقال في كل ما هدل وهدر، قال ابن سيده: وهو الصحيح، لأنه ليس فيه ياء التصغير. قال الصاغاني: وقال الهدهد، وإنما أراد حمامة ذكرا يهدهد في صوته، والذي يحتج للكسائي يقول تصغير هدهد، قلبوا ياء التصغير ألفا، كما قالوا دوابة في تصغير دابة، جمع الكل هداهد، بالفتح، وهداهيد، الأخير عن كراع، قال ابن سيده، ولا أعرف لها وجها إلا أن يكون الواحد هدهادا. الهدهد، بفتحتين: أصوات الجن، بلا واحد، وأنشد ابن سيده لابن أحمر:
ثم اقتحمت مناجدا ولزمته * وفؤاده زجل كعزف الهدهد وهدده تهديدا: خوفه، كالتهدد والتهداد، وهو الوعيد والتخوف. وهدهد الحمام: هدر وهدل، وهدهدة الحمام: دوي هديره. هدهد الطائر: قرقر (2)، والهدهدة هي القرقرة. هدهد الصبي في مهده هدهدة: حركه لينام، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال جاء شيطان فحمل بلالا فجعل يهدهده كما يهدهد الصبي. وذلك حين نام عن إيقاظه القوم للصلاة. هدهد: حدر الشيء من علو إلى سفل كدهده. وهداهد: حي من اليمن، وهو بالضم، بدليل ما بعده. وهداهد، بالفتح الرفق، ومن ذلك قولهم: هداديك، أي مهلا، يكفك. في النوادر: يهدهد إلي كذا، ويهدى إلي كذا ويسول إلي كذا، أي يخيل إلي ولي، ويخال لي كذا. تفسيره إذا شبه الإنسان في نفسه بالظن ما لم يثبته ولم يعقد عليه إلا التشبيه. يقال إنه لهد (3) الرجل، أي لنعم الرجل، وذلك إذا أثني عليه بجلد وشدة، واللام للتأكيد، قال ابن سيده هد الرجل، كما تقول: نعم الرجل. وفلان يهد، على ما لم يسم فاعله، إذا أثني عليه بالجلد والقوة. وهدن بكسر الدال المشددة أي مع فتح الأول: كلمة تقال عند شرب الحمار، نقله الصاغاني. والهدة: بين عسفان ومكة [أو هي من الطائف] (4) وفي معجم ياقوت: بين مكة والطائف والنسبة إليه هدوي (5)، وهو موضع القرود وقد يخفف (6) ويقال بالتخفيف موضع آخر عند مر الظهران، وهو ممدرة أهل مكة، ويقال لها: هدة زليفة، وزليفة بطن من هذيل، أو الصواب بالهمز، و [قد] (7) تقدم في بابه فراجعه، وهكذا ضبطه أبو عبيد البكري الأندلسي.
وهديد، كزبير، ابن جمع بن عمرو ابن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، أخو سعد وحذافة. وهم يتهادون، أي يتساتلون (8) أي يتتابعون واحدا بعد واحد. يقال، ما في وده هداهد (9) بالفتح أي لطف ورفق. والهدهاد، بالفتح: اسم رجل، وهو صاحب مسائل القاضي، عن ابن الأعرابي. والهدهاد بن شرحبيل أبو بلقيس ملك بعد إفريقش.
* ومما يستدرك عليه:
أنهد الجبل، أي انكسر.
وهدني الأمر، وهد ركني، إذا بلغ منه وكسره. وروي