* ومما يستدرك عليه:
فيد من قرنه: ضرب (1)، عن ثعلب، وأنشد:
نباشر أطراف القنا بصدورنا * إذا جمع قيس خشية الموت فيدوا وأبو فيد: كنية المؤرج بن عمرو السدوسي، من أئمة اللغة. وقال السلفي: أجازني من همدان فيد بن عبد الرحمن الشعراني. ولا أعرف له من الرواة سميا. وتعقبه الذهبي بأن ابن ماكولا ذكر حميد بن فيد الحساب البغدادي، روى عنه الإسماعيلي، وذكر أبا فيد السدوسي الذي ذكرناه. قال الحافظ: لا يرد على عبارة السلفي. وممن أتى بعد السلفي: فيد بن مكي بن محمد الهمداني، من مشايخ ابن نقطة. والمفيد: لقب أبي بكر محمد ابن جعفر بن الحسن بن محمد غندر الحافظ، كذا في اللباب. والشيخ المفيد، من أئمة الشيعة.
وأفياد (2): موضع، وأنشد ابن الأعرابي:
برقا قعدت له بالليل مرتفقا * ذات العشاء وأصحابي بأفياد وأبو فيدة: جبل بصعيد مصر على النيل.
فصل القاف مع الدال المهملة [قتد]: القتاد، كسحاب: شجر صلب له شوكة كالإبر وجناة (3) كجناة السمر ينبت بنجد وتهامة، واحدته قتادة. وقال أبو زياد: من العضاه القتاد، وهو ضربان، فأما القتاد الضخام فإنه يخرج له خشب عظام وشوكة حجناء قصيرة، وأما القتاد الآخر فإنه ينبت صعدا لا ينفرش منه شيء، وهو قضبان مجتمعة، كل قضيب منها ملآن ما بين أعلاه وأسفله شوكا. وفي المثل من دون ذلك خرط القتاد، وهو صنفان، فالأعظم هو الشجر الذي له شوك، والأصغر هو الذي له (4) نفاخة كنفاخة العشر. عن أبي حنيفة إبل قتادية: تأكلها أي الشوكة. والذي في الأمهات اللغوية: تأكله، أي القتاد والتقتيد: أن تقطعه أي القتاد فتحرقه أي شوكه فتعلفه الإبل فتسمن عليه، وذلك عند الجدب قال:
* يا رب سلمني من التقتيد قال الأزهري: والقتاد شجر ذو شوك لا تأكله الإبل إلا في عام جدب فيجئ الرجل ويضرم فيه النار حتى يحرق (5) شوكه ثم يرعيه إبله، ويسمى ذلك التقتيد. وقد قتد القتاد إذا لوح أطرافه بالنار. قال الشاعر يصف إبله وسقيه للناس ألبانها في سنة المحل:
رخما ولا يحيا لها فصل * وترى لها زمن القتاد على الشرى (6) قوله: وترى لها رخما على الشرى، يعني الرغوة، شبهها في بياضها بالرخم، وهو طير بيض. وقوله: لا يحيا لها فصل، لأنه يؤثر بألبانها أضيافه وينحر فصلانها ولا يقتنيها إلى أن يحيا الناس. وقتدت الإبل، كفرح، قتدا فهي إبل قتدة وقتادى، كسكارى وفرحة: اشتكت بطونها من أكله أي القتاد، كما يقال رمثة ورماثى. أقتاد وأقتد وقتود، هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، بل راجعت الأصول منها المقروءة المصححة فوجدتها هكذا، وهو صريح في أن هذه الجموع لقتاد بمعنى الشجر، وهذا لا قائل به، ولا يعضده سماع ولا قياس، وراجعت في الصحاح واللسان وغيرهما من الأمهات، فظهر لي من المراجعة أن في عبارة المصنف سقطا، وهو أن يقال: القتد المصنف سقطا، وهو أن يقال: القتد محركة ويكسر خشب الرحل، وقيل: جميع أداته. وأقتاد وأقتد وقتود (7). وحينئذ تستقيم العبارة ويرتفع الإشكال، وكان ذلك قبل مراجعتي لحاشية شيخنا المرحوم، ظنا مني أن مثل هذه لا يتعرض لها، ثم رأيته ذهب إلى ما ذهبت إليه، وراجع الأصول والنسخ