الأخيرة (1)، ويقول الرجل للرجل إذا أوعده: إني لغير هد، أي غير ضعيف ولا جبان، هدون، بالفتح، ويكسر، قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:
ليسوا بهدين في الحروب إذا * تعقد فوق الحراقف النطق ومنع بعضهم الكسر، وقد هدا يهد ويهد، كيمل ويقل، أي بالفتح والكسر، هدا، مصدرهما.
والهاد: صوت يأتي من قبل البحر يسمعه أهل السواحل، فيه، وفي بعض الأمهات (2): له دوي في الأرض، وربما كانت منه الزلزلة، وهديده: دويه، وفي التهذيب: ودويه: هديده (3)، وقد هد يهد، كمل يمل.
الهادة. بالهاء، الرعد، تقول العرب: ما سمعنا العام هادة، أي رعدا. والأهد: الجبان الضعيف، كالهدادة، قال شمر: يقال. رجل هد وهدادة، وقوم هداد: جبناء، وأنشد قول أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان:
فأدخلهم على ربذ يداه * بفعل الخير ليس من الهداد قولهم مررت برجل هدك من رجل، وتكسر الدال، أي حسبك من رجل، ولا يخفى أن قوله من رجل مرة ثانية تكرار مخل للاختصار، وهو مدح، قال الزمخشري: يقال ذلك إذا وصف بجلد وشدة، انتهى. وقيل: معناه: أثقلك وصف محاسنه، وفيه لغتان، منهم من تجريه مجرى المصدر، فحينئذ الواحد والجمع والأنثى سواء، منهم من يجعله فعلا فيثني ويجمع، يقال: مررت برجل هدك من رجل، وبامرأة هدتك من امرأة، كقولك، كفاك وكفتك، في التثنية: مررت برجلين هداك. وفي الجميع مررت برجال هدوك، وفي مثنى المؤنث: مررت بامرأتين هدتاك. وفي جميع المؤنث مررت بنساء هددنك، وأنشد ابن الأعرابي:
* ولي صاحب في الغار هدك صاحبا (4) قال: أي ما أجله، ما أنبله، ما أعلمه، يصف ذئبا (5). وفي الحديث أن أبا لهب قال: لهد ما سحركم صاحبكم. وهي كلمة يتعجب بها، يقال: لهد الرجل، أي ما أجلده. وهدد بن بدد (6)، كزفر، فيهما، اسم الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا، جاء ذلك عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، وقيل غير ذلك.
والهدود، كصبور: الأرض السهلة اللينة، الهدود: العقبة الشاقة، عن ابن الأعرابي، وأكمة هدود: صعبة المنحدر. الهدود: الحدور، كصبور، مكان ينحدر منه، كالأحدور. والهديد: الرجل الطويل نقل الصاغاني. والهدهد، كقنفذ، وإنما ترك الضبط اعتمادا على الشهرة: كل ما يقرقر (7) من الطير، صرح به غير واحد من الأئمة، وهدهد الطائر: قرقر، قوله تعالى، " وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد " (8) قال المفسرون: وهو طائر أي معروف كالهدهد والهداهد كغلبط وعلابط، وقال ابن دريد في تفسير الآية: الهدهد والهداهد: الحمام الكثير الهاهدة، أي الصوت، وقال أبو حنيفة: الهدهد والهداهد: الكثير الهدير من الحمام، وقال الليث: الهداهد: طائر يشبه الحمام، قال الراعي يصف نفسه وحاله:
كهداهد كسر الرماة جناحه * يدعو بقارعة الطريق هديلا (9) وقال الأصمعي: يعنى به الفاختة أو الدبسي أو الورشان أو الهدهد أو الدخل (10) أو الأيك وقال اللحيان: قال الكسائي: إنما