فلما مضى أبو جعفر (عليه السلام) لم أخرج من منزلي حتى عرفت أن رؤساء العصابة قد اجتمعوا عند محمد بن الفرج (1)، يتفاوضون في الأمر، وكتب إلي محمد بن الفرج يعلمني باجتماعهم عنده ويقول: لولا مخافة الشهرة لصرت معهم إليك، فأحب أن تركب إلي. فركبت وصرت إليه، فوجدت القوم مجتمعين عنده، فتجارينا في الباب (2)، فوجدت أكثرهم قد شكوا، فقلت لمن عنده الرقاع - وهم حضور - أخرجوا تلك الرقاع؛ فأخرجوها، فقلت لهم: هذا ما أمرت به.
فقال بعضهم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر آخر ليتأكد القول.
فقلت لهم: قد أتاكم الله بما تحبون، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة فاسألوه، فسأله القوم، فتوقف عن الشهادة، فدعوته إلى المباهلة، فخاف منها، وقال: قد سمعت ذلك، وهي مكرمة كنت أحب أن تكون لرجل من العرب، فأما مع المباهلة فلا طريق إلى كتمان الشهادة، فلم يبرح القوم حتى اعترفوا بإمامة أبي الحسن وزال عنهم الريب في ذلك (3).
3 - وعن الصقر بن دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يقول: إن الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والإمامة بعده في ابنه الحسن (4).