موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ١١٤
هلك من ادعى، وردي من اقتحم. اليمين والشمال مضلة، والوسطى الجادة، منهج عليه باقي الكتاب والسنة وآثار النبوة.
إن الله تعالى داوى هذه الأمة بدواءين: السوط والسيف، لا هوادة عند الإمام، فاستتروا ببيوتكم، وأصلحوا فيما بينكم، والتوبة من ورائكم، من أبدى صفحته للحق هلك.
قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها معذورين، أما إني لو أشاء أن أقول لقلت، عفا الله عما سلف، سبق الرجلان، وقام الثالث كالغراب همته بطنه، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيرا له.
انظروا فإن أنكرتم فأنكروا، وإن عرفتم فبادروا، حق وباطل ولكل أهل، ولئن أمر (1) الباطل لقديما فعل، ولئن قل الحق فلربما ولعل، ولقل ما أدبر شيء فأقبل، ولئن رجعت إليكم نفوسكم إنكم لسعداء، وإني لأخشى أن تكونوا في فترة، وما علي إلا الاجتهاد.
ألا إن أبرار عترتي وأطايب أرومتي، أحلم الناس صغارا، وأعلم الناس كبارا، ألا وإنا أهل بيت من علم الله علمنا، وبحكم الله حكمنا، وبقول صادق أخذنا، فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا، معنا راية الحق، من تبعها لحق، ومن تأخر عنها غرق، ألا وبنا تدرك ترة (2) كل مؤمن، وبنا تخلع ربقة الذل من أعناقكم، وبنا فتح لا بكم، وبنا يختم لا بكم (3).

(١) أمر الشيء: كثر وتم (لسان العرب: ٤ / ٣١).
(٢) الترة: النقص، وقيل: التبعة (النهاية: ١ / ١٨٩).
(٣) الإرشاد: ١ / 239، نثر الدر: 1 / 270؛ البيان والتبيين: 2 / 50 كلها عن أبي عبيدة، العقد الفريد:
3 / 119 وفي الثلاثة الأخيرة من قوله " ألا إن أبرار عترتي... " وردت عن الإمام الصادق عنه (عليهما السلام)، عيون الأخبار لابن قتيبة: 2 / 236 وفيه إلى " ما أدبر شيء فأقبل " وكلها نحوه.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست