فأدخل رجليه بين أرجلهما فسأل عليا (ع) كيف وجدت أهلك فقال نعم العون على طاعة الله، وسأل فاطمة فقالت: خير بعل، فقال اللهم أجمع شملهما وألف بين قلوبهما واجعلهما وذريتهما من ورثة الجنة النعيم وارزقهما ذرية طيبة طاهرة مباركة واجعل في ذريتهما البركة وأجعلهم أئمة يهدون وبأمرك إلى طاعتك. وروى أنه (ص) جاء لهما بقدح فيه لبن فقال لفاطمة: اشربي فداك أبوك، وقال لعلي: اشرب فداك ابن عمك. ولله در الأصبهاني حيث يقول:
أمن بسيدة النساء قضى لها * ربي فأصبح أحسن الأختان من بعد خطاب أتوه فردهم * ردا يبين مضمر الأشجان حتى إذا خطب الوصي أجابه * من غير تورية ولا استيذان الفصل الثاني في حديث سد الأبواب قال ابن شهرآشوب (رحمه الله): هذا الحديث رواه نحو ثلاثين رجلا من الصحابة منهم زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدري وأم سلمة وأبو رافع وأبو الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري وأبو حازم عن ابن عباس والعلا عن ابن عمر وشعبة عن زيد بن علي عن أخته والباقر (ع) عن جابر، وروى عن علي ابن موسى الرضا (ع)، وقد تداخلت الروايات بعضها في بعض أنه لما قدم المهاجرون المدينة بنوا حوالي مسجده بيوتا فيها أبواب شارعة في المسجد ونام بعضهم في المسجد فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معاذ بن جبل فنادى أن النبي يأمركم أن تسدوا أبوابكم إلا باب علي فأطاعوه إلا رجل واحد قال فقام رسول الله (ص) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فأني أمرت بسد هذه الأبواب عن المسجد إلا باب علي فقال فيه.
قائلكم فأني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكن أمرت بشئ فأتبعته وعن سعد بن أبي وقاص أنه قال (ص) أنا ما فتحته ولكن الله فتحه، وعن بريده الأسلمي أنه قال:
يا أيها الناس ما أنا سددتها وما أنا فتحتها ولكن الله عز وجل سدها ثم قرأ: " والنجم إذا هوى ما ظل صاحبكم وما غوى إن هو إلا وحي يوحى "، وعن عبد الله بن