يديه عمار بن ياسر وجماعة من المسلمين وهم قعود على بساط من الشعر وأمير المؤمنين (عليه السلام) تعرض عليه الخيل من الخيول التي غنموها والأسلحة، وإذا قد نظر الإمام (ع) إلى عمرو، فقال لأصحابه! هذا عمرو قد جاء فاستقبلوا صاحبكم يرحمكم الله؟.
فقام المسلمون واستقبلوا عمروا وقد جهده السير، فلما وصل إلى الإمام (ع) أكب على رأسه فقبله وسلم الكتاب إليه، فأخذه ووضعه على عينيه وفضه وقرأه وإذا هو خط ولده الحسن فبكى (ع) شوقا إلى ولده الحسن (ع) وأخيه الحسين " ع " قال سمعا وطاعة لله ولرسوله.
ثم أمر (ع) ان ينادي بعبيد الله فناداهم واجتمعوا حوله، فأخبرهم بما أخبره النبي (ص) فقالوا ما تريد ان نصنع؟ فقال (ع): إلزموا مساكنكم واثبتوا في مواضعكم، حتى أتخير منكم نفرا فأقصد قصر الذهب، ثم أواقع هؤلاء القوم المتمردين وسيكون مني ومنهم ما تشيب منه ألوان وتتحدث به الناس إلى يوم القيامة.
ثم قدموا له فرسا أشقرا كان لرسول الله (ص) وتدرع بدرعه الفاضل وتقلد بسيفه ذو الفقار، ثم نادى يا عمار بن ياسر وزبير بن العوام وسعد بن عبادة وقيس بن سعد وسعيد بن زياد وخالد بن الوليد اركبوا خيولكم وتقلدوا سيوفكم؟ ففعلوا ذلك وجعلوا يسيرون وقد نشر على رأسه راية حمراء مكتوب عليها: (نصر من الله وفتح قريب) وساروا حتى صار بينهم أقل من ميل، فأمرهم بالنزول؟ فنزلوا وبسطوا بساطا من الشعر وجلس الإمام (ع).
قال عمار: فبينما نحن كذلك إذ نظرنا إلى اتساق نار قد خرج من باب القصر وهي ترتفع وترمي بشرر كالنيران فتحرق ما حولها وجعل البئر يتوجر علينا جمرة واحدة ولحقنا وجهه حتى صار العرق كأفواه القرب واشتد بنا الكرب والعطش وشردت الخيل عن الميل والميلين ولم يبق إلا فرس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
فلما رأى الامام ذلك صاح بالخيل: أيتها الخيل إرجعي بإذن الله وأطيعي ابن عم رسول الله (ص)؟.
فعند ذلك تراجعت الخيل نادبة بالصهيل حتى وقفت بين يديه تتمسح به فقال (ع)