على أعدائه، فقعد في بعض الطريق فوفد إليه جماعة من العرب فشكوا إليه حالهم وما نالهم وأن على تخوم أرضهم قصر يقال له قصر الذهب وفيه ثعبان عظيم وقد منع الناس من الدخول والخروج والسكون فيه وقد منع الطريق فلما سمع الإمام (ع) قال علي للمقداد وخالد وقتادة؟ قالوا لبيك يا أمير المؤمنين (ع) قال أريد منكم الساعة أن تأتوني بخبر القصر؟ قالوا سمعا وطاعة لله ولك يا أمير المؤمنين (ع) ثم أنهم انتصبوا على ظهور خيولهم يقدمهم خالد بن الوليد، وكان مسيرهم وقت صلاة الظهر وساروا حتى أدركهم الليل: فنزل خالد ونزل أصحابه وصلوا صلاة العشاء الآخرة وقدموا الطعام وأكلوا ودارت المشورة بينهم؟ فاستوى رأي القوم أنهم يصبحون القصر ثم نام القوم يحرسهم عمرو بن أمية الضيمري. إلى أن طلع الفجر واستيقظوا وأسبغوا الوضوء وصلى بهم خالد بن الوليد وجلس حتى علت الشمس، فوثب القوم إلى خيولهم فركبوها وجعلوا يسيرون.
فما كان إلا ساعة حتى صار بينهم مسيرة فرسخ، فنظروا إلى تراب الأرض وقد صار دخانا وكلما قربوا نظروا إلى الدخان قد علا! فلما عاينوا ذلك وقفوا متحيرين قال عمرو: فبينما نحن شاخصون إذ رأينا جبلا كالليل الدمس وهو تارة يقعد على ذنبه وتارة يقعد على رأسه وتارة على بطنه، فتأملناه وإذا هو ثعبان عظيم وله رأس لا نطيق وصفه وهو قاصد إلينا، فلما نظر إليه خالد وأصحابه هالهم أمره، وشمت الخيل رائحة الدخان فتأخرن ونحن لا نطيق لها ردا، فعاد بيننا وبين القصر مسيرة فرسخين ولحقنا وهج عظيم من النار وقتام الدخان ولم يبق من المسلمين أحد إلا وغشي عليه.
فلما أفاقوا طلبوا الرحيل وإذا خيولهم قد هزلت ولم يبق فيها روح من الفزع ثم أنهم ركبوا وجعلوا يسيرون على آثارهم حتى أشرفوا على عسكر الإمام عليه السلام فلما رآهم وثب على قدميه واستقبلهم وقال: ما ورائكم؟ فإني أرى وجوهكم متغيرة فقال خالد يا أمير المؤمنين ما أستطيع أخبرك بما قد رأينا ولا أشرح لك ما شاهدنا، فقال الإمام (عليه السلام): أخبرني بما رأيت، فإني مشاهده إن شاء الله تعالى، فقص عليه