قال أنس بن مالك ان فاطمة الزهراء (ع) كانت نائمة في حجر أم سلمة إذ كشف الله تعالى عن بصرها، فنظرت إلى القصر وعجائبه وأهواله، ونظرت إلى أمير المؤمنين (ع) وقد دارت به الجن من كل مكان، فانتبهت مرعوبة، فقالت لها أم سلمة ما شاهدت وما شأنك؟ ثم وثبت على قدميها وهي تقول: روحي لروحك الفداء، ثم قالت: يا فضة امضي إلى محمد " ص " وقولي له: أدرك ابنتك فاطمة الزهراء فوثب النبي " ص " فأخذ نعله في يده وهو يجر ردائه من العجلة وهو يقول:
ما شأنها، هل أتاها أحد بخبر فأفزعها؟ وكيف يكون ذلك؟ وما هبط علي جبرئيل بخبر ثم انه " ص " دخل دار أم سلمة، فنظر إلى فاطمة وهي نائمة فانتبهت ودموعها قد بلت ثيابها وهي تقول: يا سيدي كن لعلي ناصرا، فلما سمع النبي " ص " كلامها قال:
يا حبيبتي ما الذي أبكاك؟ قالت: يا أبة اني كنت نائمة في هذه الساعة إذ كشف الله عن بصري فرأيت عليا وقد دارت به مردة الشياطين وهو متمنطق بمنطقة أخيه جعفر وبيده سيفه ذو الفقار ودرقة عمه حمزة وهو في جهد جهيد وكرب شديد وأصحابه متباعدون وهو يجاهد وحده ويلقي بنفسه وهو يقول: يا فاطمة اسألي أباك ان يلحقني فبالله عليك يا أبة أدرك عليا وارحم ولدي الحسن والحسين وابنتك فاطمة، فقال النبي " ص ": يا فاطمة اني ما أفعل شيئا الا بإذن الله تعالى وها أنا واقف انتظر الوحي من السماء.
فبكى الحسن والحسين وقالا: لا بالله عليك يا جداه الا ما أمرتنا ان نسير إلى أبينا، ننظر ما هو فيه ونفديه بأنفسنا نفسه وبأرواحنا نفديه فما استتم كلامهما إذ هبط جبرئيل " ع " وهو يقول: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: لك أؤمن فاطمة وقل لها إنا رادوه إليك سالما غانما، واني مؤيده بملائكتي المقربين، ولو أن ملكا من ملائكتي أمرته ان يقلع الأرض وما عليها من شجر ومدر وبر وبحر وسهل وجبل، لقلعها وهان عليه ذلك، ولكن أحببت لابن عمك الذكر إلى يوم القيامة.
قال النبي " ص ": اللهم بحق إبراهيم وولده إسماعيل وذريته اكشف لي عن بصري حتى أراه وأسمع كلامه وكذلك لابنتي فاطمة وولديها، فأوحى الله تعالى ليست