قال عمرو: فماجت الجن في البئر وإذا نحن بالعفريت الذي قتل أبا العاص قد طلع علينا في صورة ثم تقدم نحو الإمام عليه السلام وناداه من أنت أيها النازل علينا القادم إلينا ولم تستأذن أحد أما علمت أنه لا يطمع فينا طامع ولا يرتع حولنا راتع!
ثم أنشأ يقول: نحن جنود الجن والسعالي * من جند إبليس لنا المعالي قال: فعند ذلك نادى الإمام عليه السلام: أيها الشيطان المتعمد والجني المتمرد اقصر عن هذا الكلام فلست أنا كمن لا قيت من قبل، أنا النور الذي لا يطفى، أنا صاحب الأهوال، ومبيد الأبطال يوم النزال، أنا هازم الكتائب، أنا فاجع الجنائب، أنا مظهر العجائب، أنا علي بن أبي طالب، ثم أن الإمام عليه السلام أنشأ يقول:
يا أيها الكاذب في المقال * ارجع خزاك الله عن قتال أنا علي كاشف الأهوال * أنا ابن عم المصطفى المفضال فلما سمع العفريت ذلك حمل على الإمام عليه السلام وأراد يفعل به مثل ما فعل!
بابن العاص!
قال: فالتفت به الامام " ع " وزعق به الزعقة الهاشمية المعروفة عند الغضب، فقلنا انه صاعقة نزلت من السماء حتى جاوبته الأصوات من كل جانب فأذهله، ثم بادره بذي الفقار وضربه ضربة وجعله شطرين وعجل الله بروحه إلى النار وبئس القرار، ثم أن الامام " ع " نادى: هلموا إلي بالقرب والروايا.
قال قيس بن سعد: فنادانا الامام " ع " وقد قام العرق الهاشمي بين عينيه وقد ملأ غيظا وحنقا وإذا نحن هايل ودخان قد علا من البئر والنيران تطير علينا منه!
والامام يقول " كوني بردا وسلاما - كما كنت - على إبراهيم بردا وسلاما ".
قال عمرو: فخرج جميع الأصناف بصور مختلفة وهي عدة كثيرة، فنظر إلينا الإمام عليه السلام ونحن نرتعد من الخوف وخرج من باب البئر شهاب عظيم عال بالجو إلى عنان السماء وعلا الصراخ واشتد الصياح، حتى لم يسمع أحد منا صاحبه وغشانا الدخان ولا ندري من أين تلتقي النار