فارتد عمرو وخرج إلى قومه يحضهم على قتال رسول الله صلى الله وعليه وكان عمرو مغرورا بنفسه ولا يرى أن في الدنيا شجاعا غيره! لغارات أغارها في الجاهلية ووقائع عملها.
فقال المسلمون: يا رسول الله إنا لم نؤمن شر عمرو بن معديكرب، فأنفذ (ص) أمير المؤمنين (ع) إلى بني زبيد، فلما وصل إليهم قالوا لعمرو كيف أنت يا أبا ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي - يعني علي بن أبي طالب (ع) - وأبو ثور - كنية عمرو - فقال عمرو سيعلم ان لقيني! وخرج عمرو حين رأى جيش النبي صلى الله عليه وآله وقال من يبارزني؟ فخرج إليه أمير المؤمنين عليه السلام وصاح به صيحة ارتجت به الأرض: ويحك أترتد عن الاسلام فانهزم عمرو.
وقيل: اخذه الرعب فوقع من فوق سرجه على الأرض واخذ يعض الأرض بأسنانه! فأسره أمير المؤمنين عليه السلام.
وفي رواية: فمضى بوجهه وقتل عليه السلام بعدها أخا عمرو وابن أخيه وأخذ امرأته وسبي منهم نساء كثيرة وانصرف، وخلف على بني زبيد خالد بن سعد ليقبض صدقاتهم ويؤمن من يعود إليه مسلما، فرجع عمرو بن معديكرب وأسلم، وكلمه في امرأته وأولاده فوهبهم له.
ومنها - ما في (أمالي الصدوق) محمد بن بابويه طاب ثراه عن محمد بن معقل القرميسي قال حدثنا جعفر الوراق عن محمد بن الحسن الأشج عن يحيى بن زيد ابن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وصلى الفجر، ثم قال: معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا وحلفوا باللات والعزى ليقتلوني وقد كذبوا ورب الكعبة.
قال: فأحجم الناس ولم يتكلم أحد! فقال (ص): ما أحسب علي بن أبي طالب (ع) فيكم؟ فقام إليه عامر بن قتادة وقال إنه وعك في هذه الليلة ولم يخرج يصلي معك، أفتأذن لي أن أخبره؟ فقال النبي (ص) شأنك فمضى إليه فأخبره، فخرج أمير المؤمنين عليه السلام كأنه نشط من عقال وعليه أزار قد عقد طرفيه على رقبته فقال يا رسول الله