فقال العباس يا رسول الله أبو سفيان قد أجرته أنا، فقال (ص): أدخله علي، فدخل فقال ويحك يا أبا سفيان أما آن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله واني رسول الله، فسكت أبو سفيان، ثم أعادها عليه فغدى يتلجلج لسانه وعلي " ع " يقصده بسيفه والنبي (ص) محدق بعلي، فقال العباس يا أبا سفيان يضرب الله عنقك الساعة أو تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال فأسلم اضطرارا خوف القتل فقال له النبي عند من تكون الليلة؟ قال عند أبي الفضل يعني العباس بن عبد المطلب فسلمه إليه فلما أصبح سمع بلالا يؤذن فقال ما هذا المنادي؟ ورأى النبي (ص) يتوضأ وأيدي المسلمين تحت شعره يستشفون بالقطرات فقال تالله ان رأيت اليوم كسرى وقيصر، فلما صلى النبي قال أبو سفيان يا رسول الله اني أحب ان تأذن لي اذهب إلى قومي فأنذرهم وادعوهم إلى الحق فأذن له فقال العباس يا رسول الله ان أبا سفيان رجل يحب الفخر فلو خصصته بمعروف فقال (ص): من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم قال: من أغلق بابه فهو آمن، ثم قال للعباس أدركه واجلسه في مضايق الوادي حتى تمر به جنود الله فرأى خالد بن الوليد في المقدمة والزبير في جهينة وأسجع وأبا عبيدة في أسلم ومزينة والنبي في الأنصار وسعد بن عبادة في يده راية النبي، فقال سعد بن عبادة يا أبا حنظلة فالتفت فهز الراية في وجهه وقال: اليوم يوم الملحمة اليوم تسبي الحرمة فأتى العباس إلى النبي وأخبره بمقالة سعد، وقيل اتاه أبو سفيان وقال فداك أبي وأمي أتسمع ما يقول سعد يقول: اليوم يوم الملحمة * اليوم تسبى الحرمة، فقال لا بل اليوم يوم المرحمة، ثم قال يا علي أدرك سعدا وخذ الراية منه وأدخلها ادخالا رفيقا فقال سعد لعلي لولاك يا أبا الحسن ما اخذت الراية مني، وقال أبو سفيان للعباس يا أبا الفضل ان ابن أخيك قد كنف ملكا عظيما فقال العباس ويحك هذه نبوة واقبل أبو سفيان من أسفل الوادي يركض فاستقبله قريش وقالوا ما وراءك وما هذا الغبار قال محمد في خلق ثم صاح يا آل غالب البيوت البيوت من دخل داري فهو آمن فعرفت هند فأخذت تطردهم ثم قالت اقتلوا الشيخ الخبيث من وافد قوم وطليعة قوم قال ويلك اني رأيت ذات القرون ورأيت فارس أبناء الكرام ورأيت ملوك كندة وفتيان حمير يسلمون
(٢٠١)