آخر النهار ويلك اسكتي فقد والله جاء الحق وذهبت البلية وكان قد عهد النبي ان لا يقتلوا منهم إلا من قاتلهم سوى عشرة الحويرث بن نفيل بن كعب ومقيس بن ذبابة وقرينة المغنية قتلهم أمير المؤمنين " ع " وعبد الله بن حنظل قتله عمار وبريدة وسعيد بن حبيب المخزومي وصفوان بن أمية هرب إلى جدة فاستأمنه عبد الله بن وهب وانفذ إليه عمامة النبي واسلم وعكرمة بن أبي جهل هرب إلى اليمن واسلم وعبد الله بن سرح عرف أمير المؤمنين " ع " انه في دار عثمان فأتى عثمان إلى النبي شافعا فشفع فلما انصرف قال النبي في قتله، فقال سعد بن عبادة لو رمزت فقال لا رمز من النبي وسارت مولاة بني عبد المطلب وجدت قتيلة وهند دخلت دار أبي سفيان وتكلم أبو سفيان في بيعة النساء وعاونته أم الفضل وقرأت: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات) - الآية، فقبل منهن البيعة وقريبا انفلتت هند عن الاسلام ويروى ان بيعة النساء كانت انه كان (ص) أمر باحضار قصعة ملؤها ماء وغمس فيها يده المباركة وغمس بعده أيديهن وشرط عليهن أن لا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يعملن الفجور فقالت هند أو تزني الحرة يا رسول الله؟ مستنكرة لذلك، فالتفت عمر بن الخطاب للعباس بن عبد المطلب وضحك لأنه كان قد اتاها في الجاهلية ورأى النبي أوباش قريش فأمر بحصدهم فقتل قوما منهم وانهزم الباقون وقتل من المسلمين ثلاثة نفر دخلوا أسفل مكة وأخطأوا الطريق فقتلوا فسأل النبي عن المفتاح قالوا عند أم شيبة، فدعى شيبة وقال اذهب إلى أمك وقل لها ترسل بالمفتاح قالت له: قتلت مقاتيلنا وتريد أن تأخذ مكرمتنا فقال لترسلن به أو لأقتلنك فوضعته في يد الغلام فأخذه ثم قام ففتحه وستره فمن يومئذ يستر ثم دعى الغلام فبسط رداه وجعل فيه المفاتيح وقال ردها إلى أمك وأخذ بعضادتي الباب وقال لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده وكان صناديد قريش يظنون أن السيف لا يرفع عنهم فقال (ص) ألا ان كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية فإنه موضوع تحت قدمي الأسد أما الكعبة وسقاية الحاج فإنهما مردودان إلى أهليهما الا ان مكة محرمة بتحريم الله لم يحل لأحد كان قبلي ولا لي إلا ساعة من
(٢٠٢)