عليه وأنت رجس مشرك، ثم استجار بغيرها فلم يجد من يجيبه فلما رأى ذلك عدل إلى بيت أمير المؤمنين " ع " فأستأذن عليه فاذن له وعنده فاطمة والحسن والحسين " ع " فقال يا علي أنت أمس القوم بي رحما وقد جئتك فلا ارجعن كما جئت خائبا فيما قصدته فقال ويحك يا أبا سفيان لقد عزم رسول الله (ص) على أمر لا نستطيع أن نكلمه فيه فالتفت أبو سفيان إلى فاطمة " ع " فقال لها: يا بنت محمد هل لك أن تأمري ابنيك أن يجيراني بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر، فقالت ما بلغ ابناي ان يجيرا بين الناس وما يجر أحدا على رسول الله، فتحير أبو سفيان وأسقط رأسه بين يديه ثم قال يا علي قد التبست الأمور علي فأنصح لي، قال " ع ": أنت شيخ قريش فقم فاستجر بين الناس ثم الحق بأهلك، قال فترى ذلك نافع لك؟ قال لا أدري، فقال أيها الناس اني استجرت بكم ثم ركب بعيره وانطلق فقدم على قريش فقالوا:
ما وراءك؟ فقص عليهم، فقالوا هل أجاز محمد مقالة علي؟ فقال لا، قالوا لعب بك الرجل. ثم سار النبي (ص) حتى نزل من الظهران فخرج في تلك الليلة أبو سفيان ابن الحرث وعبد الله بن أمية وقد تلقاه ثنية والنبي (ص) في فتية فدخل عليه العباس ابن عبد المطلب وقال بأبي أنت وأمي هذا ابن عمك جاءك تائبا وابن عمتك فقال لا حاجة لي فيهما ان ابن عمي انتهك عرضي واما ابن عمتي فهو الذي يقول بمكة: (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا)، فنادى أبو سفيان بن الحرث كن لنا كما كان العبد الصالح يوسف بن يعقوب لأخوته (لا تثريب عليكم اليوم)، فدعا لهما وقبل منهما وقال العباس هو والله هلاك قريش إن دخلها محمد عنوة، فركب النبي بغلته البيضاء ليطلب الخطابة أو صاحب لين يأمره ان يأتي قريشا فيركبون إليه ويستأمنون منه إذ سمع أبا سفيان يقول ليذبل وحكيم ما هذه النيران؟ قال هذه نيران خزاعة، قال خزاعة أقل من هذه فلعلها تميم أو ربيعة فعرف العباس صوت أبي سفيان وناداه وعرفه الحال قال فما الحيلة؟ قال تركب في عجز هذه البغلة فأستأمن لك رسول الله، ففعل فكان يجتاز على نار بعد نار فانتهى إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فسبقهما النبي (ص) وقال هذا أبو سفيان قد أمكنك الله منه فدعني اضرب عنقه