قال: فخرج كعب بن سون الأزدي وهو يقول يا معشر الناس عليكم أمكم * فإنها صلاتكم وصومكم!
والحرمة العظمى التي تعمكم * فاحضروها جدكم وحزمكم لا يغلبن سم العدو سمكم * ان العدو إن علاكم زمكم وخصكم بجوره وعمكم * لا تفضحوا اليوم فداكم قومكم فشد عليه الأشتر فقتله، فخرج ابن حفير الأزدي يقول قد وقع الامر بما لم يحذر * والنبل يأخذون وراء العسكر وأمنا في خدرها المشهر فبرز إليه الأشتر قائلا:
إسمع ولا تعجل جواب الأشتر * وأقرب تلاق كأس موت أحمر ينسيك ذكر الجمل المشهر فقتله، ثم قتل عمر الغنوي وعبد الله بن عتاب بن أسيد، ثم جال في الميدان جولا وهو يقول نحن بنو الموت به عدينا فخرج إليه عبد الله بن الزبير فطعنه الأشتر وأرداه وجلس على صدره ليقتله فصاح عبد الله اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي فقصدوا إليه من كل جانب فخلاه وركب فرسه، فلما رأوه راكبا تفرقوا عنه، فأخبرت عائشة بأن الأشتر بارز عبد الله فصاحت وا ثكل أسماء لولا الناس لقتله فسب أصحاب الجمل بعضهم بعضا فخرج عوف بن قطن الظبي وهو ينادي ليس لعثمان ثار إلا علي بن أبي طالب (ع) وولده! فأخذ خطام الجمل واستفتل حوله ثم جال وقال:
يا أم يا أم خلا مني الوطن * لا ابتغي الغسل ولا أبغي الكفن من هاهنا يحشر عوف بن قطن * ان فاتنا اليوم علي فالغبن!
أو فاتنا اليوم حسين وحسن * إذن أمت بطول هم وحزن!
ثم تقدم يضرب بسيفه فبدره أمير المؤمنين " ع " وقده نصفين.