يتيممون به فقال نعم مجال الخيل لا حزن ضرس ولا سهل دهش مالي ورغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير وقفاء الشاة وخوار البقر فقال لابن مالك في ذلك فقال إني أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله فيقاتل عنهم قال ويحك لم تضع شيئا قدمت بيضة هوازن في نحور الخيل وهل يرد وجه المنهزم شئ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه وإن كان عليك فضحت في أهلك ومالك، ثم قال شعرا: يا ليتني فيها جذع * أحب فيها وأضع قال إنك كبرت وذهب علمك. قال جابر: كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضايقه، فما راعنا إلا كتائب الرجال فانهزم سليم وكان في المقدمة وانهزم من كان وراءهم وبقي مع النبي (ص) علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ونوفل وربيعة أخواه وعبد الله بن الزبير ابن عبد المطلب وعتبة ومعتب أبناء أبي لهب وأيمن مولى النبي، وكان العباس عن يمينه والفضل عن يساره والباقي حوله وعلي " ع " يضرب بالسيف بين يديه وفي ذلك يقول العباس بن عبد المطلب:
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة * وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا قال الفضل بن العباس: أول من فر من الناس أبو بكر وعمر وكان يصيحان الفرار الفرار وفي ذلك يقول سلامة طاعنا عليهما شعرا:
أين كانوا في حنين ويلهم * وضرام الحرب تخبو وتهب ذاقت الأرض على القوم بما * رحبت فاستحسن القوم الهرب ولله در الشيخ كاظم الأزري طاب ثراه حيث يقول:
إن تكن فيهما شجاعة قرم * فلماذا في الدين ما بذلاها ذخراها لمنكر ونكير * أم لأجناد مالك ذخراها ونادى مالك بن عوف: أروني محمدا (ص) فأروه فحمل عليه فلقيه أيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن فقتله مالك وأتي إلى النبي ليضربه فبادره أمير المؤمنين " ع " بالسيف على رأسه فخرج يلمع من بين رجليه وكمن أبو جرول على المسلمين وكان على جمل أحمر