ولكن ذكرني علي (ع) شيئا سمعته من رسول الله (ص) فحلفت ان لا أقاتله.
فقال دونك غلامك فلان أعتقه كفارة ليمينك!
فقال لا قاتلته ابدا فخرج ونزل على قوم من بني تميم.
فقام إليه عمرو بن جرموز المجاشعي فقتله حين نام في ضيافته، فنفذت فيه دعوة أمير المؤمنين (ع).
وروي ان عائشة قالت له لا والله بل خفت سيوف ابن أبي طالب (ع)، اما انها طوال حداد سواعد تجاد، فلئن خفتها فلقد خافها الرجال قبلك! فرجع إلى القتال فقيل لأمير المؤمنين (ع) انه رجع!. فقال (ع) دعوه فان الشيخ محمول عليه.
ثم قال: أيها الناس غضوا أبصاركم وعضوا على نواجذكم وأكثروا من ذكر ربكم وإياكم وكثرة الكلام فإنه فشل، فنظرت إليه عائشة وهو بين الصفين فقالت انظروا إليه كأن فعله فعل رسول الله يوم بدر، أما والله ما ينتظر بك إلى زوال الشمس.
فقال (ع) يا عائشة عما قليل لتصبحن من النادمين، فجد الناس في القتال فنهاهم أمير المؤمنين (ع) وقال اللهم إني أعذرت وأنذرت فكن لي عليهم من الشاهدين، ثم أخذ المصحف وطلب من يقرأ عليهم (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلا فأصلحوا بينهما...) الآية؟ فقال مسلم المجاشعي ها أنا ذا، فخوفه (ع) بقطع يمينه وشماله، فقال لا عليك يا أمير المؤمنين فهذا قليل في ذات الله، فأخذه ودعاهم إلى الله فقطعت يمينه! فأخذه بيده اليسرى فقطعت! فأخذه بأسنانه فقتلوه! فقالت أمه ترثيه يا رب ان مسلما أتاهم * بمحكم التنزيل إذ دعاهم يتلو كتاب الله لا يخشاهم * فزملوه زملت لحاهم قال المسعودي في كتابه (مروج الذهب) باسناده: وأمر على أن يصافوهم ولا يبدوهم بقتال ولا يرموهم بسهم ولا يضربوهم بسيف ولا يطعنوهم برمح حتى جاء عبد الله ابن بديل بن ورقاء الخزاعي من الميمنة بأخ له مقتول وجاء قوم من الميسرة برجل قد رمى بسهم فقتل، فقال علي: اللهم اشهد واعذر، ثم قام عمار بن ياسر بين الصفين فقال أيها الناس ما أنصفتم نبيكم حتى كففتم عتقاء تلك الخدور وأبرزتم عقيلته للسيوف،