خرج واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري واخرج معه أم سلمة فلما اتى من خيبر قال للناس قفوا فلما وقفوا رفع يديه إلى السماء وقال اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضيين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أظللن أسألك من خير هذه القرية وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها ثم نزل هو وأصحابه تحت شجرة هناك في المقام فأقاموا يومهم ومن غده فلما كان نصف النهار ونادى رسول الله فاجتمعوا إليه وإذا عنده رجل جالس فقال إن هذا جاءني وانا نائم فسل سيفي فقال يا محمد من يمنعك مني اليوم فقلت الله يمنعني فشام السيف وهو جالس كما ترون لا حراك به فقالوا يا رسول الله لعل في عقله شيئا، فقال رسول الله (ص) نعم دعون ثم صرفه ولم يعاقبه، وحاصر رسول الله (ص) خيبرا بضع وعشرين ليلة وكانت الراية يومئذ لأمير المؤمنين " ع " فلحقه رمد فمنعه عن الحرب وكان المسلمون يتناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنبانهم فلما كان ذات يوم فتحوا الباب وقد كان خندقوا على أنفسهم خندقا وخرج مرحب بنفسه يتعرض الحرب، فدعى رسول الله أبا بكر وقال خذ الراية فأخذها في جمع من المهاجرين والأنصار فاجتهدوا ولن يغني شيئا وعاد يؤنب القوم الذين اتبعوه ويؤنبوه، فلما كان من الغد تعرض لها عمر فسار بها غير بعيد فعاد يجبن أصحابه ويجبنوه، فقال النبي (ص): ليست الراية إلا لمن حملها جيئوني بعلي بن أبي طالب فقيل له انه أرمد، فقال أرونيه تروني رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله وسوله يأخذها بحقها كرار وليس بفرار.
وروى ابن شهرآشوب: عن جماعة من العامة يزيدون على سبعين نفرا، انه لما خرج مرحب برجله وبعث النبي (ص) أبا بكر وعمر وكان ما كان من أمرهما بحسب ما تقدم قال النبي (ص) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يأخذها عنوة. وفي البحار ومسلم بات الناس يذكرون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الصبح غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها فقال النبي أين ابن عمي علي بن أبي طالب؟ فقالوا هو يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتي به فتفل في يده ومسحها على عينيه ودعا له فبرأ فأعطاه الراية قال وكانت راية بيضاء وقال له