ينادي في العسكر من أسر هذا فليس أحد يزعم أنه أسرني حتى انتهى بي إلى رسول الله فقال (ص) من أسرك؟ قلت لا اعرفه، فقال اسره ملك من الملائكة كريم.
أقول: والرواية المشهورة في قتل عتبة وشيبة والوليد ما روى علي بن إبراهيم في تفسيره قال إن حمزة وعلي وعبيدة خرجوا لعتبة وشيبة والوليد فلما اصطفوا لهم تنسبهم القوم لأنهم كانوا قد تغفروا فسألوهم من أنتم؟ فانتسبوا لهم، فقال شيبة لحمزة من أنت؟ فقال أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، فقال له شيبة لقيت أسد الحلفاء فانظر كيف تكون صولتك يا أسد الله، فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة فلق بها هامته وضرب عتبة عبيدة على ساقه فقطعها فسقطا جميعا فحمل حمزة على شيبة فتضاربا بالسيفين حتى تثلما وكل واحد منهما يتقى بدرقته وحمل أمير المؤمنين " ع " على الوليد بن عتبة فضربة على عاتقه فأخرج السيف من إبطه فقال علي فأخذ يمينه المقطوعة على يساره فضرب بها هامتي فظننت ان السماء وقعت على الأرض ثم اعتنق حمزة شيبة فقال المسلمون يا علي ما ترى ان الكلب قد أتعب عمك فحمل عليه علي " ع " ثم قال يا عم طأطأ رأسك وكان حمزة أطول من شيبة فأدخل رأسه في صدره فضربه أمير المؤمنين فطير نصفه، الخبر.
قال شيخنا المفيد طاب ثراه وكان قتل هؤلاء أول وهن لحق المشركين وذل دخل عليهم ورهبة اعتراهم بها الرعب من المسلمين وظهر بذلك إمارات نصر أمير المؤمنين.
ثم بارز أمير المؤمنين عليه السلام العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يلبث أن قتله، وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله، وبرز إليه طعيمة بن عدي فقتله، وقتل بعده نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش، ولم يزل يقتل واحدا منهم بعد واحد حتى اتى على شطر المقتولين منهم وكانوا سبعين قتيلا تولى كافة من حضر بدرا من المسلمين مع ثلاثة آلاف من الملائكة مسومين، ثم قتل الشطر منهم وتولى أمير المؤمنين " ع " وحده الشطر الآخر، وختم الأمر بمناولة النبي (ص) كفا من الحصا فرمى به في وجوههم وقال شاهت الوجوه فلم يبق أحد إلا ولى الدبر كذلك منهزما (وكفى الله المؤمنين القتال بعلي وكان الله قويا عزيزا)