الأميال وحملها إلى الطريق سبعة عشر ميلا تحتاج إلى أقوياء حتى تحرك ميلا منها فقطعها وحده ونقلها ونصبها وكتب عليها هذا ميل علي، ويقال انه كان يتأبط باثنين ويدير واحدا برجله وكان منه في ضرب يده بالأسطوانة حتى دخل إبهامه في الحجر وهو باق في الكوفة وكذلك مشهد الكف في تكريت والموصل وقطيعة الدقيق وغير ذلك، ومنه أثر سيفه في صخرة جبل ثور عند غار النبي صلى الله عليه وآله وسلم واثر جبل من جبال البادية وفي صخرة عند قلعة جعبر، نقل ذلك كله شيخنا المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار.
ومن هيبته عليه السلام: ما رواه أيضا بسنده عن شقيق بن سلمة قال كان عمر بن الخطاب يمشي فالتفت إلى ورائه وعدا فسأله عن ذلك فقال: ويحك أما ترى الهزبر بن الهزبر القشم بن القشم الفلاق البهم الضارب على هامة من طعن وظلم ذا السيفين ورائي فقلت: هذا علي بن أبي طالب، فقال: ثكلتك أمك انك تحقره بايعنا رسول الله (ص) يوم أحد من فر منا فهو ضال ومن قتل فهو شهيد ورسول الله يضمن له الجنة فلما التقى الجمعان هزمونا وهذا كان يحاربهم وحيدا حتى انسل رسول الله (ص) وجبرئيل ثم قال عاهدتموه وخالفتموه ورمى بقبضة رمل وقال شاهت الوجوه فوالله ما كان منا إلا وأصابت عينيه رملة فرجعنا نمسح وجوهنا قائلين: الله الله يا أبا الحسن أقلنا أقالك الله فالكر والفر عادة العرب فأصفح وقل ما أراه وحيدا إلا خفت منه. وعن الفائق أن عليا عليه السلام حمل على المشركين فما زالوا يقتلون حتى غدوا في الجبال منهزمين، وكانت قريش إذا رأته في الحرب ترامت خوفا منه وقد نظر إليه رجل وقد شق العسكر فقال علمت بأن ملك الموت في الجانب الذي فيه علي عليه السلام.
ومن معجزاته المتعلقة ببدنه: انه كان يطوي الثلاثة من الأيام والأربعة ويصلي في اليوم والليلة الف ركعة ومع ذلك ضرب بيده إلى أسطوانة خشب على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه وفوقها حجرتان إحداهما فوق الأخرى ويرفع الكل على يد واحد كما مر في حديث الطبيب النصراني وما مر في خبر الراهب وخالد بن الوليد.