ومن مهابته عليه السلام: انه كان ينظر إلى عدو من أعدائه بنظرة الغضب فيورثه الموت والعطب، فمن ذلك ما نقله الشيخ سليمان الحنفي في كتابه ينابيع المودة في أثناء نقله خطبة البيان: أن رجلا قال له أتخبر هذا عن الله أم كنت حاضرا؟ قال فنظر إليه أمير المؤمنين " ع " فوقع الرجل ميتا، ومن ذلك أنه سئل عن المقتولين بسيفه من دون أن يثني ضربته فقال " ع ": ما بارزني أحد إلا وأعانني على نفسه، وقال جابر الجعفي: كان أبو طالب في صغر علي " ع " يجمع ولده وولد اخوته ثم يأمرهم بالصراع وذلك خلق في العرب، فكان علي " ع " يحسر عن ذراعيه وهو طفل صغير ويصارع كبار اخوته وصغارهم وكبار بني عمه وصغارهم فيصرعهم فيقول أبوه ظهر علي فسماه ظهيرا فلما ترعرع كان يصارع الرجل الشديد ويصرعه ويعلق بالجبار بيده ويجذبه فيقتله وربما قبض على أمراق بطنه ورفعه إلى الهواء وربما يلحق الحصان الجاري فيصده فيرده على عقبيه وكانت قريش تؤذي النبي (ص) وتعلم الأطفال لكي تؤذيه فكان علي " ع " إذا رأى أحدا منهم يؤذي النبي يقبض على اذنه حتى يفصلها من أصلها فكانت تفر منه ويقولون: قد جاءكم قاطع الأذن وكان عليه السلام يأخذ من رأس الجبل حجرا ويحمله بيد واحدة ثم يضعه بين يدي الناس فلا يقدر الرجل والرجلان والثلاثة على تحريكه، فقال أبو جهل فيه شعرا:
يا أهل مكة ان الذبح عندكم * هذا علي الذي قد جل في النظر ما ان له مشبه في الناس قاطبة * كأنه النار ترمي الخلق بالشرر كونوا على حذر منه فأن له * يوما سيظهره في البدو والحضر قال وكان " ع " لم يمسك بذراع رجل إلا مسك بنفسه فلم يستطع يتنفس. وروى جماعة عن خالد بن الوليد انه قال رأيت علي بن أبي طالب يسرد حلقات درعه بيده ويصلحها فقلت هذا كان لداود " ع " فقال " ع ": يا خالد بنا الان الله الحديد لداود فكيف لنا.
أقول: وقد مر في ذكر إطاعة المخلوقات له " ع " خبر الآنية الحديد ببأسه الشديد وجعله طوقا في جيد خالد بن الوليد، ومن ذلك ما تواتر ذكره وهو قطع