فقال احفروا ها هنا فحفرنا فإذا بصخرة صماء عظيمة قال اقلعوها، قال فجهدنا أن نقلعها فما استطعنا من عجزنا عنها ثم هوى إليها بيديه جميعا كأنما كانت في يديه كرة فإذا تحتها عين بيضاء كأنها من شدة بياضها اللجين المجلو فقال " ع ": دونكم فاشربوا واسقوا وتزودوا ثم ادنوني منها، قال ففعلنا ثم اتيناه فأقبل يمشي إليها بغير رداء ولا حذاء فتناول الصخرة بيده ودحى بها في فم العين فألقمها إياها ثم حثى بيده التراب عليها وكان ذلك بعين الديراني وكان بالقرب منا ومنها يرانا ويسمع كلامنا قال فنزل فقال: أين صاحبكم؟ فانطلقا به إلى علي " ع " فقال: اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وانك وصي رسول الله حقا ولقد كنت أرسلت بالسلام عني وعن صاحب لي مات كان أوصاني بذلك مع جيش لكم كان منذ كذا وكذا من السنين، قال سهل: فقلت يا أمير المؤمنين هذا الديراني الذي كنت بلغتك عنه وعن صاحبه السلام قال وذكرت الحديث يوم مررنا مع خالد فقال له علي " ع ": كيف علمت اني وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال اخبرني أبي وكان قد اتى عليه من العمر مثل ما اتى علي عن أبيه عن جده عمن قاتل مع يوشع بن نون وصي موسى حين توجه فقاتل الجبارين بعد موسى بأربعين سنة انه مر بهذا المكان وانه وأصحابه عطشوا فشكوا إليه العطش فقال: أما ان بقربكم عينا أنزلت من الجنة استخرجها آدم فقام إليها يوشع بن نون فنزع عنها الصخرة ثم شرب وشرب أصحابه واستقوا ثم قلب الصخرة وقال لأصحابه لا يقلبها إلا نبي أو وصي نبي قال فتخلف رجال من أصحاب يوشع بعد ما مضى فجهدوا كل الجهد على أن يجدوا موضعها فلم يجدوه وانما بنى هذا الدير على هذه العين وعلى بركتها وطلبتها فعلمت حين استخرجتها انك وصي الله أحمد الذي كنت اطلبه وقد أوجبت الجهاد معك، قال فحمله على فرس وأعطاه سلاحا فخرج مع الناس وكان ممن استشهد يوم النهروان وفرح أصحاب علي " ع " بحديث الديراني فرحا شديدا، قال وتخلف قوم بعد ما رحل العسكر فطلبوا العين فلم يدروا أين موضعها فلحقوا بالناس، قال صعصعة بن صوحان: وانا رأيت الديراني حين نزل إلينا حين قلب الصخرة وشرب منها الناس وسمعت حديثه لعلي " ع " وحدثني
(١٧٠)