فنظر رسول الله (ص) في السيفين فقال كلا كما قتله، وروي ان معاذ بن عفراء ضرب أبا جهل هو وأخوه عوف بن الحرث حتى أتياه فعطف عليهما فقتلهما ثم وقع صريعا فركض إليه ابن مسعود فوجده بآخر رمق قال فوضعت رجلي على عنقه ثم قلت هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال وبما أخزاني أأعمد من رجل قتلتموه؟ وأخبرني لمن الدائرة فقلت لله ولرسوله، فقال أبو جهل لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقا صعبا، قال فقلت اني قاتلك فقال ما أنت بأول عبد قتل سيده أما والله أشد شئ لقيته اليوم قتلك إياي ألا قتلني رجل من الطيبين أو الأحلاف، فضربه بسيفه فوقع رأسه بين رجليه فحمله إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم فسجد لله شكرا.
أقول: قرأت في التاريخ الإسحاقي ان أبا جهل كان مابونا وكان يلقم دبره حجرا ويقول: اهدء فواللات والعزى لا تركت رجلا يركبك.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: لقد تعجبت يوم بدر من جرأة القوم قتلت الوليد بن عتبة وقتل حمزة عتبة وشركته في قتل شيبة إذ أقبل إلي حنظلة بن أبي سفيان فلما دنى مني ضربته بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلا. وقال عروة بن الزبير: أقبل علي " ع " يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فسجره بالرمح وقال والله لا تخاصمنا بعد اليوم أبدا. قال الزهري: ولما انكشفت قريش وولوا الدبر رأى علي ابن أبي طالب " ع " نوفل بن خويلد وقد تحير لا يدري ما يصنع فعمد له علي " ع " ثم ضربه بالسيف فنشب في جحفته وانتزعه منها ثم ضرب به ساقه وكانت درعه مستمرة فقطعها ثم أجهز عليه فقتله فلما عاد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمعه يقول من له علم بنوفل بن خويلد؟ فقال علي عليه السلام: أنا قتلته يا رسول الله، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه.
قال الواقدي: وحدثني موسى بن محمد عن أبيه قال كان السائب بن أبي حبيش الأسدي يحدثني عن عمر بن الخطاب يقول ما أسرني أحد من الناس فيقال فمن فيقول لما انهزمت قريش انهزمت معها فأدركني رجل أبيض طويل على فرس أبلق بين السماء والأرض فأوثقني رباطا وجاء عبد الرحمن بن عوف فوجدني مربوطا وكان عبد الرحمن