في عثمان ثم جائا من بعد إلى علي (ع) فبايعاه طايعين غير مكرهين ثم صنعا ما صنعا، وروى أبو حذيفة القرشي عن الحصين بن عبد الرحمان عن عمرو بن جاران عن الأحنف بن قيس قال قدمت المدينة وساق حديثا طويلا من أمر عثمان إلى أن قال لما لقيت الفتنة والناس قد اجتمعوا على حصر عثمان وهو على خطر فأتيت طلحة والزبير فقلت لهما ما أرى هذا الرجل إلا مقتولا فمن تأمراني أن أبايع وترضونه لي فقالا عليا فخرجت حتى أتيت مكة وبها عائشة فدخلت عليها فقلت إني لأحسب هذا الرجل مقتولا فمن تأمريني أن أبايع فقالت بايع عليا فقضيت حجتي ثم مررت بالمدينة وقد قتل عثمان فبايعت عليا ثم عدت إلى البصرة فإذا عائشة وطلحة والزبير قد جاؤنا يطلبون بدم عثمان ويأمروننا بقتال علي ابن أبي طالب فطال تعجبي من ذلك (1).
وروى أبو حذيفة عن رجاله أنه لما اجتمع الناس على عثمان أنفذوا إليه اخلع نفسك فقال لا أخلع سربالا سربلنيه الله (2) وكتب إلى معاوية يستدعيه بجنود الشام وإلى عبد الله بن عامر بن كريز يستدعيه بجند البصرة وخرج عثمان حتى صعد المنبر فلما بدأ بالخطبة قال إليه رجل من الأنصار وقال له أقم كتاب الله يا عثمان فقال هو لك ثم أعادها ثانية فقال هو لك فأعادها ثالثة فقنع وأجلس فقام ناس من الأنصار فخلصوه وحصب عثمان بالحصى حتى سقط مغشيا عليه فحمله بنو أمية حتى أدخلوه الدار وجاءه علي (ع) يسأله عن خبره فثارت بنو أمية إليه بصوت واحد يا علي كدرت علينا العيش وعملت بنا العمل والله لئن بلغت الذي تريد لنخبثن عليك الدنيا فخرج علي مغضبا فقال القوم للعباس بن الزبرقان