وخطام الجمل بيده واجتمع إليهم من كان انفتل بالهزيمة ونادت عائشة يا بني الكرة الكرة اصبروا فإني ضامنة لكم الجنة فحفوا بها من كل جانب واستقدموا حتى دنوا من عسكر أمير المؤمنين ولفت عائشة نفسها ببردة كانت معها وقلبت يمينها على منكبها الأيسر والأيسر إلى الأيمن كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل عند الاستسقاء ثم قالت ناولوني كفا من تراب فناولوها فحثت به وجوه أصحاب أمير المؤمنين وقالت شاهت الوجوه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله بأهل بدر قال وجر كعب بن شور بالخطام وقال اللهم إن أردت أن تحقن الدماء وتطفي هذه الفتنة فاقتل عليا ولما فعلت عائشة من السب المبرح وحصب أصحاب أمير المؤمنين قال عليه السلام وما رميت إذ رميت ولكن الشيطان رمى وليعودن وبالك عليك إن شاء الله وأنشدت أم ذريح العبدية من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام عائش إن جئت لتهزمينا * وتنشري البر لتغلبينا وتقذفي بالحصبات فينا * تصادفي ضربا وتنكرينا بالمشرفيات إذا غزينا * نسفك من دمائكم ماشينا فقال محمد بن الحنفية رحمه الله قال لي أمير المؤمنين (ع) يا بني تقدم باللواء وصف أصحابه فجعل الحسن في الميمنة والحسين في الميسرة وكان في ميمنة أهل الجمل هلال بن وكيع وفي ميسرتهم صبرة بن عثمان وتزاحف الفريقان بعضهم إلى بعض قال فوالله لقد رأيت أول قتيل من القوم كعب بن شور بعد أن قطعت يمينه التي كان فيها الخطام فأخذه بشماله وقتل بعد ذلك وقتل معه أخوه وابناه ثم أخذ بخطام الجمل بعده رجل وهو يقول شعرا:
يا آمنا عائش لا تراعي * كل بنيك بطل شجاع فما برح حتى قطعت يداه وطعن فهلك فقام مقامه آخر منهم فقطعت يمينه وضرب على رأسه فهلك فما زال كل من أخذ بخطام الجمل رجل