والانقطاع (1).
كان السبب الوحيد الدافع للشهيد زيد على النهضة هو (2): تنبيه الأمة على زلات ولاة الأمر، وتعريفهم مضار تلك السطوة الغاشمة وذلك الحكم الجائر، ولولا نهضة الهاشميين في سائر الأنحاء والأزمان لذهب الدين الحنيف الذي لاقى المتاعب صادعة، وكابد في تأييده كل شدة إدراج المنكرات، وذلك النهوض الباهر أفاد الأمة شعورا وإحساسا بما عليه القوة العادية من الأخذ بالمشاق والحكم بالشفاعات، كما عرفهم الصالح للقيام بتلك الوظيفة التي لا يقوم بها إلا نبي أو وصي نبي، ولا شك في محبوبية ذلك القيام للأئمة الأطهار (3)، لما فيه من فوائد ومنافع أهمها إبقاء الناس على موالاتهم واعتقاد تقدمهم ومظلوميتهم، وإليه يشير الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: «خير الناس بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا» (4).
وكون زيد قاصدا تلك الغاية فشئ لا ينكر، خصوصا بعدما نقرأ في حديث أهل البيت المتواتر: «إنما دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه» (5).
وقوله لجابر بن عبد الله الأنصاري: إني شهدت هشاما ورسول الله يسب عنده، فوالله لو لم يكن إلا أنا وآخر لخرجت عليه (6).
تعرفنا هذه المصارحة مقاصده العالية، ونيته الحسنى في أمة جده واسترجاع الإمامة إلى أهلها، تراجمة الوحي ومصدر الحكم والأسرار، فلقد تلاعب الأمويون بالدين الإسلامي تلاعب الصبيان بالأكر.
لم يوقفه عن الإصحار بالحقيقة كل ما كان يلاقيه من الذل والهوان من هشام بن