الوحيدة بين فضة الفرس وذهب الرومان، وأكبر محلات الصيرفة في الكوفة كانت للمسيحيين الذين كانوا في الحيرة، وفي القرن العاشر للميلاد تلقف فن الصيرفة هذا جماعة من يهود بغداد آخذين له من المدائن.
الكناسة كانت أولا تعرف بكناسة أسد، ثم صارت محلة أو سوقا أو محطة تجارية كبرى للعرب، وهي في الكوفة مثل المربد في البصرة، وموقعها من المدخل الغربي للكوفة، وفيها تمركزت الأشغال التجارية مع البلاد العربية فكانت موضعا للحمولة، توضع فيها الأحمال وترفع منها، وكان في ناحية من نواحي الكناسة أسواق البراذين تجري فيها المعاملات على الماشية من بغال وحمير وإبل بيعا واكتراءا من قبل النخاسين وهناك يباع الرقيق، وكان في الكناسة محل للشنق، وفيه عرض جثمان زيد بن علي، واليوم توجد بناية قائمة بين مسجد سهيل (السهلة) وقريبة منه وبين مسجد الكوفة يؤمها الناس وتعرف باسم زيد بن علي، ويعتقدون أنها المحل الذي عرض فيه جثمانه شنقا، فيكون موقع الكناسة اليوم بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة.
هذا كلام الأستاذ الشرقي حول الكناسة وتعيين موقعها، ومن الغريب جدا صدور ذلك منه، فإنا لم نعهد اليوم ولا قبل اليوم بناية قائمة بين مسجد السهلة والكوفة يؤمها الناس وتعرف عندهم باسم زيد بن علي كي يعقد أحد أنها المحل الذي عرض فيه جثمانه شنقا، فيحكم الأستاذ أنه موقع الكناسة؟
وإنما البناية التي توجد اليوم هناك هي مسجد زيد بن صوحان صاحب الإمام علي (عليه السلام) وهي التي يؤمها الناس وتعرف عندهم بمسجد زيد بن صوحان، يؤدون فيه من الوظائف الشرعية ما هو مدون في كتب الأدعية، ولم يزد الحموي في المعجم على قوله: الكناسة بالضم، محلة بالكوفة عندها أوقع يوسف بن عمر الثقفي بزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).