14 - حادثة الحجاج وابن الأشعث:
لما فرغ الحجاج وعبد الرحمن بن الأشعث من وقعة يوم الزاوية - وهي الوقعة الشديدة في البصرة التي اقتتل فيها عسكر الحجاج وعسكر ابن الأشعث في المحرم سنة 82، وأسفرت النتيجة عن انهزام عبد الرحمن وجيشه إلى الكوفة - أقام الحجاج أول صفر بالبصرة ثم خرج منها واستعمل عليها الحكم بن أيوب الثقفي حتى دخل الكوفة، وكان قد استعمل عليها عند مسيره إلى البصرة عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر الحضرمي في القصر ووثب أهل الكوفة مع مطر، فأخرج ابن الحضرمي ومن معه من أهل الشام وكانوا أربعة آلاف واستولى مطر على القصر واجتمع الناس وفرق فيهم مائتي درهم مائتي درهم.
وصل ابن الأشعث إلى الكوفة وكان مطر بالقصر فخرج أهل الكوفة يستقبلونه ودخل الكوفة وقد سبق إليه همدان، فكانوا حوله فأتى القصر فمنعه مطر بن ناجية ومعه جماعة من بني تميم فاصعد عبد الرحمن الناس في السلاليم إلى القصر فأخذوه فأتي عبد الرحمن بمطر بن ناجية فحبسه ثم أطلقه وصار معه، فلما استقر عبد الرحمن بالكوفة اجتمع إليه الناس وقصده أهل البصرة منهم عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة الهاشمي بعد قتاله الحجاج بالبصرة، وقتل الحجاج يوم الزاوية بعد الهزيمة أحد عشر ألفا خدعهم بالأمان، وأمر مناديا فنادى لا أمان لفلان بن فلان فسمى رجالا، فقال العامة: قد أمن الناس فحضروا عنده فأمر بهم فقتلوا (1).
15 - حادثة قنبر مولى علي (عليه السلام):
روى أصحاب السيرة من طرق مختلفة، على ما يحدثنا المفيد في إرشاده: أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: أحب أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى الله بدمه.