تاريخ الكوفة - السيد البراقي - الصفحة ٣٢٠
وقالت هند بنت زيد الأنصارية ترثي حجرا وكانت تتشيع:
ترفع أيها القمر المنير * تبصر هل نرى حجرا يسير يسير إلى معاوية بن حرب * ليقتله كما زعم الأمير تجبرت الجبابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير وأصبحت البلاد له محولا * كأن لم يحيها مزن مطير ألا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك السلامة والسرور أخاف عليك ما أردى عديا * وشيخا في دمشق له زئير فإن تهلك فكل زعيم قوم * من الدنيا إلى هلك يصير.
وقيل: إنه قال لمن حضره من قومه حين القتل: لا تطلقوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما، فإني لاق معاوية غدا على الجادة.
قال ابن سيرين: بلغنا أن معاوية لما حضرته الوفاة جعل يقول: يومي منك يا حجر طويل.
وكانت تلك الحادثة المؤلمة سنة 51 (1).
6 - حادثة جويرية بن مسهر العبدي (2):
كان جويرية بن مسهر العبدي الكوفي صالحا، وكان لعلي (عليه السلام) صديقا، وكان علي (عليه السلام) يحبه، نظر يوما إليه وهو يسير فناداه: «يا جويرية الحق بي فإني إذا رأيتك هويتك» (3).
قال إسماعيل بن أبان: فحدثني الصباح عن مسلم، عن حبة العرني قال: سرنا مع علي (عليه السلام) يوما فالتفت، فإذا جويرية خلفه بعيدا فناداه: «يا جويرية الحق بي لا أبا لك، ألا تعلم أني أهواك وأحبك».
قال: فركض نحوه فقال له: «إني محدثك بأمور فاحفظها» ثم اشتركا في

١ - تاريخ الطبري: ٤ / ١٨٨ - ٢٠٩، الكامل في التاريخ: ٣ / ٤٧٢ - ٤٨٥.
٢ - انظر ترجمته في: رجال الطوسي: ٥٩ رقم ٤٩٩، رجال ابن داود: ٦٧ رقم ٣٥١، خلاصة الأقوال: ٣٠٨، نقد الرجال: ١ / ٣٧٦ رقم ١٠٧٧، أعيان الشيعة: ١٧ / ١٩٥، معجم رجال الحديث: ٥ / ١٥١ رقم ٢٤٢٠.
٣ - شرح نهج البلاغة: ٢ / ٢٩٠، بحار الأنوار: ٤١ / 342.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست