تاريخ المدينة - ابن شبة النميري - ج ٣ - الصفحة ٨٥٥
واستخلف عمر رضي الله عنه، فأتيته فقال: أمعك ظهر؟ فقلت:
البيعة أولا، فبايعته، ثم قال: أمعك ظهر؟ قلت: نعم معي ظهر ومال. قال: فأخذ الظهر ثم قال: المال، لك، فقلت: هو أكثر من ذاك فقال: هو لك فذكر هشيم أنه كان أربعة آلاف (1).
* حدثنا محمد بن يحيى قال، حدثنا غسان بن عبد الحميد، أن عبد الله بن أبي ربيعة (2) كان عاملا على الجند، فبعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمسك صب فيه سليخة بان (3) هدية له، فلما شمه قال: أكل المسلمين تدهن بهذا ثم دعا بصحفة فصبه فيها، ثم أرسل إلى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فادهن به، وإلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فادهنوا به، وكان ذلك أول بان دخل المدينة.
* حدثنا أحمد بن عيسى قال، حدثنا همام بن إسماعيل قال، حدثني العلاء بن بشير: أن فتى شابا كان قد أعجب عمر بن الخطاب

(١) وقد ورد بمعناه في الإصابة ١: ٨٥.
(٢) هو عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي كان اسمه في الجاهلية " بحيرا " فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكان من أشراف قريش في الجاهلية، وهو الذي أرسلته قريش مع عمرو بن العاص إلى الحبشة في طلب من هاجر إليها من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأسلم يوم الفتح. ويقال إن عمر رضي الله عنه قال لأهل الشورى لا تختلفوا فإنكم إن اختلفتم جاءكم معاوية من الشام وعبد الله بن أبي ربيعة من اليمن فلا يريان لكم فضلا لسابقتكم، وإن هذا الامر لا يصلح للطلقاء ولا لأبناء الطلقاء (أسد الغابة ٣: ١٥٥ - والإصابة ٢: ٢٩٧).
(٣) سليخة بان: السليخة دهن ثمر ألبان قبل أن يربب بأفاويه الطيب، فإذا ربب بالمسك والطيب ثم اعتصر فهو متشوش (تاج العروس ٢: ٢٦٢) والبان: شجر معروف ولحب ثمره دهن طيب (تاج العروس ٩: ١٤٧).
(٨٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 850 851 852 853 854 855 856 857 858 859 860 ... » »»
الفهرست