جبة فراء يمانية، فأقبل معي حتى دخل على سعد (1)، فقال: يا أبا اليقظان، إن كنت عندنا لمن أهل الفضل، وكنت فينا مرجوا قبل هذا، فما الذي بلغني عنك من سعيك في فساد المسلمين والتأليب على أمير المؤمنين؟ فأهوى عمار بعمامته فنزعها عن رأسه. (فقال (2)):
ويحك يا عمار، أحين كبرت سنك، ونفد عمرك، واقترب أجلك خلعت بيعة الاسلام من عنفك، وخرجت من الدين عريانا!! فقام عمار مغضبا وهو يقول: أعوذ بالله من الفتنة. فقال سعد: " ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين (3) " ألا في الفتنة سقطت يا عمار (4).
* حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، أخبرني الليث بن سعد: أن عمارا قال: لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ألا تخرج معنا في هذا الامر فقد خرج فيه من ليس بدونك؟
فقال سعد: إن جئتموني بسيف ينبو عن المؤمن ويجير على الكافر فعلت (5)، فقال عمار: مثل قول سعد، ثم قال: كأنك أفضل ممن خرج فيه؟! فقال سعد: أيما أحب إليك، أمودة على دخن أم صرم جميل؟ قال عمار: بل صرم جميل. قال سعد: فهو لله علي إن كلمتك من رأسي ما حييت.
* حدثنا علي بن محمد، عن عثمان بن بن عبد الرحمن، عن