تاريخ المدينة - ابن شبة النميري - ج ٣ - الصفحة ٩٦٦
أم كلثوم (1) قالت: كأنما أنظر إلى جارية سوداء حممها (2) عيد الرحمن حيث طلقها (هي) أم أبي سلمة. قال إبراهيم، قال أبي: وقد كان بعبد الرحمن مرض طال به فطلقها في مرضه، فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه، فأرسل إلى عبد الرحمن: قد بلغني طلاقك أم أبي سلمة، ووالله لئن هلكت في مرضك الذي طلقتها فيه لأورثنها.
فأرسل إليه عبد الرحمن: لست بأعلم بذلك منا، ولكنها طلبته.
ثم إن عبد الرحمن هلك في مرضه ذلك، فورثها عثمان بعد انقضاء عدتها (3).
* حدثنا محمد بن الفضل عارم قال، حدثنا حماد بن زيد، عن كثير بن شنطير، عن عطاء: أن امرأة عبد الرحمن بن عوف كانت عنده على تطليقه فأبانها، فأتاه عثمان رضي الله عنه فقال:
اعلم أنك إن مت قبل أن تنقضي عدتها ورثتها منك. فقال:
يا أمير المؤمنين إني والله ما طلقتها فرارا من كتاب الله. قال: اعلم أنك إن مت قبل أن تنقضي عدتها ورثتها منك.
* حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن طلحة ابن عبد الله بن عوف، وكان أعلمهم بذلك، وعن أبي سلمة بن

(١) هي أم كلثوم بنت عقبة بن معيط، زوج عبد الرحمن بن عوف وأم حميد وإبراهيم وإسماعيل (المعارف لابن قتيبة ص 81، والرياض النضرة 2: 291، وطبقات ابن سعد 3: 147.
(2) أي متعها - تنفيذا لقوله تعالى " فمتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف ".
(3) وانظر مع المراجع السابقة: التمهيد والبيان لوحه 81، والتراتيب الإدارية للكتاني 2: 339، 400 وما قيل في ذلك عن مصالحتها عن الثلث أو الربع.
(٩٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 961 962 963 964 965 966 967 968 969 970 971 ... » »»
الفهرست