نفسه انه لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار؟ متفق على ثقته وأمانته والاحتجاج به توفى سنة إحدى ومائة.
وقد كان في هذا القرن الفاضل خلق عظيم من أهل العلم وأئمة الاجتهاد وابطال الجهاد في أقطار البلاد وسادة عباد ابدال أو أوتاد ولعل في من تركناهم من هو اجل واعلم وكان الاسلام ظاهرا عاليا قد طبق الأرض وافتتحت بلاد الترك وإقليم الأندلس بعد التسعين في دولة الوليد وجميع الأمة من تحت أوامره بل بعض نوابه وهو الحجاج الظالم في رتبة أعظم سلطان يكون وعمر إذ ذاك مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأكمل زخرفة غرم عليه أموال عظيمة وأنشئ جامع دمشق وغرم عليه أزيد من ستة آلاف ألف دينار وذلك بجاه العمل، وكان خراج الدنيا لا يكاد ينحصر كثرة فقد كان عمر رتب الجزية على القبط في العام اثني عشر الف ألف دينار فما طنك بجزية الروم، وما ظنك بجزية الفرس.
ولقد كان الخليفة من بنى أمية لو شاء ان يبعث بعوثه إلى أقصى الصين لفعل لكثرة الجيوش والأموال فهذا سليمان لما ولى قد أغزى جيوشه في البر والبحر إلى مدينة القسطنطينية وحاصروها نحوا من عشرين شهرا ووقع للمسلمين غلاء وجوع لبعد الديار ولكن بلغنا انه كان في منزلة العسكر عرمة حنطة كالجبل العالي ذخيرة للجند وغيظا للروم فلما استخلف عمر بن عبد العزيز اذن للجيش في الترحل عنها وصالح أهلها وخضعوا له رضي الله عنه.