هذا هو القسم الأول من الجزء الرابع من كتاب نهاية الأفكار في مبحث الاستصحاب والتعادل والتراجيح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وخير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين المعصومين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
(المقام الثاني من المقصد الثالث في الاستصحاب) وتحقيق الكلام فيه يستدعي تقديم أمور (الامر الأول) في تعريف الاستصحاب وشرح حقيقته (اعلم) ان الاستصحاب استفعال من صحب، وهو في اللغة اخذ الشئ مصاحبا، ومنه استصحاب اجزاء مالا يؤكل لحمه في الصلاة (وفي اصطلاح) الأصوليين أطلق بالعناية على الأصل المعروف المقابل للأصول الثلاثة (وقد عرفوه) بتعاريف أسدها وأخصرها ما افاده العلامة الأنصاري (قده) من أنه ابقاء ما كان (اما) أخصريته فظاهرة (واما) أسديته فلكونه حاويا لجميع المسالك في الاستصحاب على اختلافها في وجه حجيته (فان الابقاء) الذي هو مدلول الهيئة عبارة عن مطلق الحكم بالبقاء والتصديق به أعم من حكم الشارع وتعبده بالبقاء، أو حكم العقل وتصديقه الظني به، أو حكم العقلاء وبنائهم (والاستصحاب) المصطلح المقابل للأصول الثلاثة عند القوم برمتهم على اختلاف انظارهم في وجه حجيته، عبارة عن الحكم ببقاء ما كان من حيث إنه كان (حيث إنه) على التعبد واخذه من مضامين الأخبار الناهية عن نقض اليقين بالشك، عبارة عن الحكم الانشائي من الشارع في مرحلة الظاهر وتعبده ببقاء ما علم حدوثه سابقا وشك في بقائه لاحقا (وعلى اخذه) ومن العقل، عبارة عن ادراك العقل وتصديقه الظني ببقاء ما كان