الأول أيضا. وبديهي إن هذا المقدار لا ينافي البساطة [غير] القابلة للتحليل كما هو ظاهر. وحيث اتضح ذلك فنقول:
إن الذي يقتضيه التحقيق في المقام هو المصير إلى خروج الذات عن حقيقة المشتق، وإن حقيقته عبارة عن المبدأ المنتسب إلى الذات بنحو اتصاله وقيامه به خارجا المستتبع لعدم انفكاك تصور مفهومه عن تصور الذات ذهنا ومرجعه إلى تركب حقيقة المشتق [من] مبدأ ونحو نسبة وقيام بالذات مع خروج الذات عن حقيقته ومفهومه.
وعمدة الوجه فيه: اشتمال المشتق على هيئة ومادة، والأولى حاكية عن معنى حرفي يعبر عنه بحيث اتصاله وقيامه بالذات، والثاني عن المبدأ بذاته من دون وجه وخصوصية في اللفظ دالة على الذات وحينئذ فلا يكون عناوين الأوصاف إلا منتزعة عن المبادئ القائمة بالذات لا أنها منتزعة عن الذوات بلحاظ تلبسها بمبدئها، كيف، وبناء عليه لا محيص من دعوى انحلالية وضعها إلى ذات ومبدأ، مع أن لازم الانحلال ليس إلا ما ذكرنا بلا وجود جهة فيه حاكية عن الذات في عالم وضعه.
كما أنه بمقتضى ما ذكرنا أيضا ظهر بطلان توهم البساطة في حقيقته بجعل اللفظ في قبال المادة الصرفة، غاية الأمر التوأمة مع [اعتبارها] وجهة للذات أو مجرد [اعتبارها] لا بشرط بنحو قابل للحمل على الذات، إذ لازمه [إلغاء] وضع [هيئته] رأسا فيخرج عن الوضع الاشتقاقي أيضا وهو كما ترى خلاف [المنساق] منها.
مع أن لازم المسلك الثاني من البساطة عدم صحة نسبة ما هو من شؤون الذات إليه ك (إطعام العالم) و (تقبيل يده) حيث إن صفة الانكشاف المنفصل عن الذات بأي نحو من الاعتبار لا يكون مركز هذه الأمور بل هي [باعتبارها] لا بشرط [قابلة] [لحملها] على ما هو مركز الأمور المزبورة لا [أنها بنفسها] مركز.