[المقالة الرابعة والثلاثون] في [شمول الخطابات الشفاهية للغائبين والمعدومين] في أن الخطابات الشفاهية شاملة للغائبين عن مجلس الخطاب بل المعدومين أيضا أم لا؟، وجهان. ذهب إلى كل طرف فريق. وتوضيح الكلام يقتضي أولا أن يقال:
إن محط البحث ظاهرا الخطابات المشتملة على أداتها حرفا أو هيئة. وإلا ففي الخطاب الكلامي مع فرض اشتماله على ثبوت حكم كلي شامل لكلية المكلفين بل ربما يصرح فيه لخصوص الغائبين بل والمعدومين كقوله: " يجب على عامة الناس كذا أو على الغائبين والمعدومين منهم كذا " مجال لتوهم عدم شمول الحكم للغائبين بل المعدومين أيضا غاية الأمر بواسطة تقييد الخطاب بالقدرة بنحو شرحناه في الواجب المشروط لا يكاد تطبيق الخطاب في موردهم الا بالنسبة إلى القادرين منهم.
وبعد ما اتضح ذلك فنقول في محل الكلام بأنه: ربما يتوهم شمول مثل قوله " يا أيها الناس " أو مثل " قوموا " أو " صوموا " مثلا للغائبين - قادرين منهم أو عاجزين - بل المعدومين أيضا بتوهم أن أدوات الخطاب حرفا أو هيئة أو غيرهما موضوعة للخطابات الايقاعية لا الحقيقية، ولا قصور في الايقاعات منها للشمول