البرهان - الزركشي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٦
السلامة، ولم يقل " طائعين " ولا " طائعات "، لأنه أراد ائتيا بمن فيكم من الخلائق طائعين، فخرجت الحال على لفظ الجمع، وغلب من يعقل من الذكور.
وقال بعض النحويين: لما أخبر عنهما أنهما يقولان كما يقول الآدميون أشبهتا الذكور من بني آدم. وإنما قال: " طائعين " ولم يقل: " مطيعين " لأنه من طعنا أي انقدنا، وليس من أطعنا، يقال: طاعت الناقة تطوع طوعا، إذا انقادت.
وقوله تعالى: (بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون)، قيل: أوقع " ما " لأنها تقع على أنواع من يعقل، لأنه إذا اجتمع من يعقل ومالا يعقل فغلب مالا يعقل، كان الأمر بالعكس. ويناقضه: (كل له قانتون).
وقال الزمخشري: جاء ب‍ " ما " تحقيرا لشأنهم وتصغيرا، قال:
" له قانتون " تعظيم.
ورد عليه ابن الضائع بصحة وقوعها على الله عز وجل، قال: وهذا غاية الخطأ، وقوله في دعاء الأصنام: (هل يسمعونكم إذ تدعون).
وقوله: (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا).
وأما قوله: (فظلت أعناقهم لها خاضعين)، وقوله: (في فلك يسبحون)، (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون).
(إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).
(لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها). (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم)
(٣٠٦)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست