* (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشآء وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون إلا ابتغآء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) *.
وقالوا لا بأس بأن يذكر لفظ الجمع أولا ثم لفظ الأفراد ثانيا كما أتى بلفظ الأفراد أولا والجمع ثانيا في قوله * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) * (الإسراء: 1) ثم قال: * (وآتينا موسى الكتاب) * (الإسراء: 2) ونقل صاحب " الكشاف " قراءة رابعة * (وتكفر) * بالتاء مرفوعا ومجزوما والفاعل الصدقات، وقراءة خامسة وهي قراءة الحسن بالتاء والنصب بإضمار * (إن) * ومعناها إن تخفوها يكن خير لكم، وإن نكفر عنكم سيئاتكم فهو خير لكم.
(المسألة الثالثة) في دخول من في قوله (من سيئاتكم) وجوه: أحدها: المراد: ونكفر عنكم بعض سيئاتكم لان السيئات كلها لا تكفر بذلك. وإنما يكفر بعضها ثم أبهم الكلام في ذلك البعض لان بيانه كالاغراء بارتكابها، إذا علم أنها مكفرة، بل الواجب أن يكون العبد في كل أحواله بين الخوف والرجاء. وذلك إنما يكون مع الابهام. والثاني: أن يكون من بمعنى من أجل. والثالث.
أنها صلة زائدة كقوله (فيها من كل الثمرات) والتقدير، ونكفر عنكم جميع سيئاتكم والأول أولى وهو الأصح ثم قال (والله بما تعلمون خبير) وهو إشارة إلى تفضيل صدقة السر على العلانية، والمعنى أن الله عالم بالسر والعلانية، وأنتم إنما تريدون بالصدقة طلب مرضاته. فقد حصل مقصودكم في السر. فما فمعنى الابداء فكأنهم ندبوا بهذا الكلام إلى الاخفاء ليكون أبعد من الرياء.
قوله تعالى وليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء وما تنفقوا من خير فلا نفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) هذا هو الحكم الرابع من أحكام الانفاق. وهو بيان أن الذي يجوز الانفاق عليه من هو ثم في الآية مسائل