فقال: يا هود ما هذا الذي أرى في السحاب كهيئة البخاتي؟ قال: تلك ملائكة ربي، قال: مالي إن أسلمت؟ قال: تسلم، قال: أيقيدني ربك إن أسلمت من هؤلاء؟ فقال:
ويلك أرأيت ملكا يقيد جنوده؟ فقال: وعزته لو فعل ما رضيت. قال: ثم مال إلى جانب الجبل، فأخذ بركن منه فهزه، فاهتز في يده، ثم جعل يقول:
لم يبق إلا الخلجان نفسه * يا لك من يوم دهاني أمسه بثابت الوطئ شديد وطسه * لو لم يجئني جئته أحسه قال: ثم هبت الريح فألحقته بأصحابه.
25370 - حدثني محمد بن إبراهيم، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا نوح بن قيس، قال: ثنا محمد بن سيف، عن الحسن، قال: لما أقبلت الريح قام إليها قوم عاد، فأخذ بعضهم بأيدي بعض كما تفعل الأعاجم، وغمزوا أقدامهم في الأرض وقالوا: يا هود من يزيل أقدامنا عن الأرض إن كنت صادقا، فأرسل الله عليهم الريح فصيرتهم كأنهم أعجاز نخل منقعر.
25371 - حدثني محمد بن إبراهيم، قال: ثنا مسلم، قال: ثنا نوح بن قيس، قال:
ثنا أشعث بن جابر، عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال: إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراعين من حجارة، لو اجتمع عليها خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يحملوها، وإن كان الرجل منهم ليغمز قدمه في الأرض، فتدخل في الأرض، وقال: كأنهم أعجاز نخل ومعنى الكلام: فيتركهم كأنهم أعجاز نخل منقعر، فترك ذكر فيتركهم استغناء بدلالة الكلام عليه. وقيل: إنما شبههم بأعجاز نخل منقعر، لان رؤوسهم كانت تبين من أجسامهم، فتذهب لذلك رقابهم، وتبقى أجسادهم. ذكر من قال ذلك:
25372 - حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا خلف بن خليفة، عن هلال بن خباب، عن مجاهد، في قوله: كأنهم أعجاز نخل منقعر قال: سقطت رؤوسهم كأمثال