وقوله: فإذا هم من الأجداث يعني من أجداثهم، وهي قبورهم، واحدها جدث، وفيها لغتان، فأما أهل العالية، فتقوله بالثاء: جدث، وأما أهل السافلة فتقوله بالفاء جدف.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
22338 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: من الأجداث إلى ربهم ينسلون يقول: من القبور.
22339 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فإذا هم من الأجداث: أي من القبور.
وقوله: إلى ربهم ينسلون يقول: إلى ربهم يخرجون سراعا، والنسلان: الاسراع في المشي. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
22340 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ينسلون يقول: يخرجون.
22341 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة إلى ربهم ينسلون: أي يخرجون.
وقوله: قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون لما نفخ في الصور نفخة البعث لموقف القيامة فردت أرواحهم إلى أجسامهم، وذلك بعد نومة ناموها: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا وقد قيل: إن ذلك نومة بين النفختين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
22342 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن الحسن، عن أبي بن كعب، في قوله: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا قال:
ناموا نومة قبل البعث.
22343 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن رجل يقال له خيثمة في قوله: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا قال: ينامون نومة قبل البعث.
22344 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا قول أهل الضلالة. والرقدة: ما بين النفختين.
22345 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني