الأنبياء قبلك قال نبي الله نوح عليه السلام: وما علمي بما كانوا يعملون، وقال نبي الله شعيب عليه السلام: بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ، وقال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام: لا تعلمهم نحن نعلمهم.
وقوله: سنعذبهم مرتين يقول: سنعذب هؤلاء المنافقين مرتين: إحداهما في الدنيا، والأخرى في القبر.
ثم اختلف أهل التأويل في التي في الدنيا ما هي فقال بعضهم: هي فضيحتهم فضحهم الله بكشف أمورهم وتبيين سرائرهم للناس على لسان رسول الله (ص). ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسين بن عمرو العنقزي، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أسباط، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس، في قول الله: وممن حولكم من الاعراب منافقون من أهل المدينة مردوا على النفاق... إلى قوله: عذاب عظيم قال: قام رسول الله (ص) خطيبا يوم الجمعة، فقال اخرج يا فلان فإنك منافق اخرج يا فلان فإنك منافق فأخرج من المسجد ناسا منهم فضحهم. فلقيهم عموهم يخرجون من المسجد، فاختبأ منهم حياء أنه لم يشهد الجمعة، وظن أن الناس قال انصرفوا واختبئوا هم من عمر، ظنوا أنه قد علم بأمرهم. فجاء عمر فدخل المسجد، فإذا الناس لم يصلوا، فقال له رجل من المسلمين:
أبشر يا عمر، فقد فضح الله المنافقين اليوم فهذا العذاب الأول حين أخرجهم من المسجد، والعذاب الثاني: عذاب القبر.
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا سفيان، عن السدي، عن أبي مالك: سنعذبهم مرتين قال: كان رسول الله (ص) يخطب، فيذكر المنافقين فيعذبهم بلسانه، قال: وعذاب القبر. ذكر من قال ذلك: