والأنصار... حتى بلغ: ورضوا عنه قال: وأخذ عمر بيده فقال: من أقرأك هذا؟
قال: أبي بن كعب. فقال: لا تفارقني حتى أذهب بك إليه فلما جاءه قال عمر: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال: نعم، قال: أنت سمعتها من رسول الله (ص)؟ قال: نعم، قال: لقد كنت أظن أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا، فقال أبي: بلى تصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم... إلى: وهو العزيز الحكيم، وفي سورة الحشر: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان، وفي الأنفال: والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم... إلى آخر الآية.
وروي عن عمر في ذلك ما:
حدثني به أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا حجاج، عن هارون، عن حبيب بن الشهيد، وعن ابن عامر الأنصاري، أن عمر بن الخطاب قرأ:
السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان فرفع الأنصار ولم يلحق الواو في الذين، فقال له زيد بن ثابت: والذين اتبعوهم بإحسان، فقال عمر:
الذين اتبعوهم بإحسان. فقال زيد: أمير المؤمنين أعلم فقال عمر: ائتوني بأبي بن كعب فأتاه فسأله عن ذلك، فقال أبي: والذين اتبعوهم بإحسان فقال عمر: إذا نتابع أبيا.
والقراءة على خفض الأنصار عطفا بهم على المهاجرين. وقد ذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرأ: الأنصار بالرفع عطفا بهم على السابقين.
والقراءة التي لا أستجيز غيرها الخفض في الأنصار، لاجماع الحجة من القراء عليه، وأن السابق كان من الفريقين جميعا من المهاجرين والأنصار. وإنما قصد الخبر عن السابق من الفريقين دون الخبر عن الجميع، وإلحاق الواو في الذين اتبعوهم بإحسان،