فرضنا أن الإنسان صنع مواد من أجزاء الخلية التي لا حياة فيها، فكيف يتمكن من صنع مئات العيون الصغيرة التي لكل منها ناظورها الدقيق، وقد رصت طبقاتها بعضها إلى بعض، وربطت أعصابها بمخ الحشرة لتنقل المعلومات إليها، ولتقوم برد فعل مناسب لما يحدث حولها؟
لن يستطيع الإنسان خلق مثل هذا الكائن الذي يبدو تافها مع أنه عالم مفعم بالأسرار البالغة الغموض. ولو فرضنا أن الإنسان بلغ ذلك، فلا يسمى إنجازه المفترض خلقا، لأنه لم يتعد التجميع لأجهزة متوفرة في هذا العالم. فمن يركب قطع السيارة لا يسمى مخترعا.
* * *