الأنعام أي أنه على المسلمين أن يحجوا إلى البيت ويقدموا القرابين من المواشي التي رزقهم الله، وأن يذكروا اسم الله عليها حين الذبح في أيام محددة معروفة. وبما أن الاهتمام الأساس في مراسم الحج، ينصب على الحالات التي يرتبط فيها الإنسان بربه ليعكس جوهر هذه العبادة العظيمة، تقيد الآية المذكورة تقديم القربان بذكر اسم الله على الأضحية فقط، وهو أحد الشروط لقبولها من لدن العلي القدير. وهذا الذكر إشارة إلى توجه الحاج إلى الله كل التوجه عند تقديم الأضحية، وهمه كسب رضي الله وقبوله القربان، كما أن الاستفادة من لحم الضحية تقع ضمن هذا التوجه.
وفي الحقيقة يعتبر تقديم الأضاحي رمزا لإعلان الحاج استعداده للتضحية بنفسه في سبيل الله، على نحو ما ذكر من قصة إبراهيم (عليه السلام) ومحاولة التضحية بابنه إسماعيل (عليه السلام). إن الحجاج بعملهم هذا يعلنون استعدادهم للإيثار والتضحية في سبيل الله حتى بأنفسهم.
وعلى كل حال فإن القرآن بهذا الكلام ينفي أسلوب المشركين الذين كانوا يذكرون أسماء الأصنام التي يعبدونها على أضاحيهم، ليحيلوا هذه المراسم التوحيدية إلى شرك بالله. وجاء في ختام الآية: فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير.
كما يمكن أن تفسر هذه الآية بأن القصد من ذكر اسم الله في أيام معلومات هو التكبير والحمد لله رب العالمين لما أنعم علينا من نعم لا تعد ولا تحصى. خاصة بما رزقنا من بهيمة الأنعام التي نستفيد في حياتنا من جميع أجزاء أبدانها (1).
* * *