في البداية تقول الآية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى أمرا لصالح الدين والمجتمع وفكر في خطة لتطوير العمل ألقى الشيطان في أمنيته إلا أن الله لم يترك نبيه وحده إزاء إلقاءات الشياطين فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته.
إن هذا العمل يسير على الله تعالى، لأنه عليم بجميع هذه المؤامرات الدنيئة، ويعرف كيف يحبطها والله عليم حكيم.
إلا أن المؤامرات الشيطانية التي كان يحيكها المشركون والكفرة، كانت تشكل ساحة لامتحان المؤمنين والمتآمرين في آن واحد، إذ تضيف الآية ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم.
وإن الظالمين لفي شقاق بعيد فهم بعيدون عن الحق لشدة عداوتهم وعنادهم.
وكذلك الهدف من هذا البرنامج: وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم. وطبيعي أن الله لا يترك المؤمنين الواعين المطالبين بحقوقهم والمدافعين عن الحق وحدهم في هذا الطريق الوعر وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم.
* * * 2 بحوث 3 1 - المراد من إلقاءات الشيطان ما ذكرناه في تفسير الآيات المذكورة أعلاه كان تنسيقا مع آراء بعض الباحثين، إلا أن هناك إحتمالات أخرى في تفسير الآية، منها أن عبارة " تمنى " و " أمنية " تعني التلاوة والقراءة، كما جاءت في أشعار العرب بهذا المعنى. لهذا فإن تفسير آية وما أرسلنا من قبلك من رسول.. كان الشياطين (خاصة شياطين