لإطفاء نار الخلافات والنزاعات المتنوعة (الاختلافات الفكرية والعقائدية والاجتماعية والأخلاقية).
المرحلة السادسة: واستمر الوضع على هذا الحال حتى نفذت فيهم الوساوس الشيطانية وتحركت في أنفسهم الأهواء النفسانية، فأخذت طائفة منهم بتفسير تعليمات الأنبياء والكتب السماوية بشكل خاطئ وتطبيقها على مرادهم، وبذلك رفعوا علم الاختلاف مرة ثانية. ولكن هذا الاختلاف يختلف عن الاختلاف السابق، لأن الأول كان ناشئا عن الجهل وعدم الاطلاع حيث زال وانتهى ببعث الأنبياء ونزول الكتب السماوية، في حين أن منبع الاختلافات الثانية هو العناد والانحراف عن الحق مع سبق الإصرار والعلم، وبكلمة: (البغي)، وبهذا تقول الآية بعد ذلك وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم.
المرحلة السابعة: الآية الكريمة بعد ذلك تقسم الناس إلى قسمين، القسم الأول المؤمنون الذين ينتهجون طريق الحق والهداية ويتغلبون على كل الاختلافات بالاستنارة بالكتب السماوية وتعليم الأنبياء، فتقول الآية: فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه في حين أن الفاسقين والمعاندين ماكثون في الضلالة والاختلاف.
وختام الآية تقول والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهذه الفقرة إشارة إلى حقيقة ارتباط مشيئة الله تعالى بأعمال الأفراد، فجميع الأفراد الراغبون في الوصول إلى الحقيقة يهديهم الله تعالى إلى صراط مستقيم ويزيد في وعيهم وهدايتهم وتوفيقهم في الخلاص من الاختلافات والمشاجرات الدنيوية مع الكفار وأهل الدنيا ويرزقهم السكينة والاطمئنان، ويبين لهم طريق النجاة والاستقامة.